السجن سبع سنوات سجن لشاب يمني في غراتس أشعل النار بمنزل شريكته الحامل “لطرد الشياطين”
فيينا – INFOGRAT:
أدانت محكمة الجنايات في مدينة غراتس، يوم الجمعة 25 يوليو 2025، رجلاً يبلغ من العمر 30 عاماً بتهمة اغتصاب شريكته الحامل، وتعنيفها، وتهديدها، إضافة إلى إشعال حريق بهدف “طرد السحرة”، وقضت عليه بالسجن سبع سنوات مع إيداعه في مؤسسة علاجية، الحكم غير نهائي وقابل للاستئناف، بحسب صحيفة krone النمساوية.
تعود بداية الوقائع إلى صباح يوم 26 أكتوبر 2024 في بلدة Deutschfeistritz، عندما لاحظ أحد السكان المحليين تصاعد أعمدة دخان خلال نزهته الصباحية مع كلبه، مما دفعه إلى الاتصال بخدمات الطوارئ، حضرت فرقة الإطفاء بـ15 عنصراً، واكتشفت عدة بؤر للحريق. بعد فترة قصيرة، ألقي القبض على المتهم، وهو رجل يمني الجنسية وصل إلى النمسا عام 2020، وظهر لاحقاً مرتدياً بنطال رياضي رمادي وكنزة صفراء أمام القاضية Julia Riffel وهيئة المحلفين.
علاقة عنف مع ضحية حامل في شهرها السابع
ووفقاً للادعاء العام، كانت للمتهم علاقة متقطعة مع الضحية، وهي امرأة سلوفاكية في مرحلة متقدمة من حمل عالي الخطورة. وبعد عودته للعيش معها في أكتوبر 2024، بدأت سلسلة من الاعتداءات: حيث قام بنطح ابنتها المراهقة، واغتصب شريكته بالقوة، ووجه إليها لكمات في وجهها، كما حاول قتل قطتها، وفي 20 أكتوبر، هددها بسكين قائلاً: “سأقطع رأسك وأقدمه لوالدتك الساحرة الكبرى”.
أفاد الادعاء أيضاً أن المتهم تحدث مراراً عن “الساحرات”، و”الشيطان”، وهدد قائلاً: “سأحرقك، سأقتل الجميع، سأحرق النمسا كلها!” وأكد تقرير الخبراء أن الحريق الذي أشعله كان من الممكن أن يتسبب في كارثة كبيرة، ورغم تقييم إصابته باضطراب نفسي حاد يتضمن سمات نرجسية، فقد تقرر أنه كان في كامل وعيه ومسؤوليته القانونية عند ارتكاب الجرائم.
نفي وتناقضات خلال التحقيق والمحاكمة
خلال جلسات المحاكمة، أنكر المتهم معظم التهم، معترفاً فقط بأنه أشعل النيران، قائلاً: “لم أكن أعلم أن ذلك ممنوع في النمسا”، وأضاف أنه عاد إلى شريكته السابقة فقط بعد أن طلبت منه المساعدة، مدعية أن حياتها أو حياة الجنين في خطر، مضيفاً أنه كان عليه العناية بطفلهما البالغ من العمر سنة واحدة.
عند مواجهته باتهامات الاغتصاب، ادعى أن العلاقة الجنسية كانت بمبادرة منها، مضيفاً: “أرادت الزواج بي، لكني لم أرد. لم تكن من نوعي.” كما انفعل أثناء الاستجواب قائلاً للقاضية: “أنتم تسألون كثيراً، هل ستسألوني أيضاً كم مرة أشرب الماء؟”
أقر بوصف الضحية بـ”الساحرة”، لكنه نفى استخدام كلمات مثل “الشيطان”. وعندما سأله المدعي العام عن مصدر معرفتها بهذه الكلمة، أجاب: “كل النمسا تعرفها.” فردت القاضية: “أنا لا أعرفها.” فأجاب بتهكم: “إذًا أنتِ لا تخرجين إلى الشارع.”
اتهامات إضافية خلال الحبس الاحتياطي
كما وُجهت له تهم جديدة تتعلق بعنف داخل السجن، حيث يُشتبه في اعتدائه على زميل له في الزنزانة، ما تسبب له بكسر في الأنف، ورضوض في الأضلاع، وجروح مفتوحة، لكنه أنكر ذلك قائلاً: “فقط دفعته، واصطدم رأسه بشيء.”
أما فيما يتعلق بإحراق ممتلكات دينية، من بينها مسبحة، وصليب، وتمثال للسيدة العذراء، فقد أكد خلال التحقيق أنه فعل ذلك لطرد “الساحرات”، ثم تراجع لاحقاً قائلاً إنه أسيء فهمه، مدعياً: “أنا أذهب إلى الكنيسة بنفسي”.
الحكم القضائي
صدر الحكم بعد ظهر الجمعة، وقضى بسجن المتهم لمدة سبع سنوات مع الإيداع في مؤسسة علاجية مغلقة، وأُعلن أن الحكم غير نهائي، ويجوز الطعن فيه.



