السجن مع وقف التنفيذ لألمانية شريكة مُخطط “هجوم Swift” في فيينا بعد زواجهما وفقاً للشريعة الإسلامية وتأييدها لتنظيم “داعش”
أصدرت المحكمة الإقليمية في فيينا يوم الأربعاء حكماً على شابة ألمانية تبلغ من العمر 18 عاماً، كانت قد تزوجت المُتهم بمحاولة تنفيذ هجوم تايلور سويفت المُحبط وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية. وقد أدينت الشابة بـ “الجمعية الإرهابية” وحُكم عليها بالسجن 18 شهراً مع وقف التنفيذ، وذلك لدورها في تعزيز الفكر الراديكالي الإسلامي لشريكها، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
الحكم والإدانة:
أدانت هيئة المُحلفين الشابة، التي اعترفت اعترافاً شاملاً بالتهم الموجهة إليها، بـ “الجمعية الإرهابية” و”المنظمة الإجرامية”، وحكمت عليها بالسجن لمدة 18 شهراً. وقد تم تعليق تنفيذ العقوبة بحق المدانة التي لم تُرتكب أي جرائم سابقة، مع وضعها تحت فترة اختبار مدتها ثلاث سنوات.
كجزء من الحكم، أُمرت الشابة بمواصلة المشاركة في برنامج مكافحة التطرف (Deradikalisierungsprogramm) الذي كانت قد بدأت به بمبادرة شخصية منها منذ شهر يونيو/حزيران الماضي. كما يجب عليها الخضوع للعلاج النفسي والعلاج النفسي المتخصص، إضافة إلى وضعها تحت المراقبة القضائية. وقد أصبح الحكم نهائياً فور النطق به.
دفاع المُتهمة وظروفها الاجتماعية:
أكدت المدعية العامة أن المتهمة كانت تعمل على تقوية Beran A. في أفكاره الإسلامية المتطرفة. من جهتها، أوضحت محامية الدفاع أن موكلتها انتقلت مع عائلتها من ألمانيا إلى فيينا عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، مشيرة إلى أنها “لم تستطع التأقلم هنا أبداً”. وأضافت أن الفتاة كانت تعاني من قلة في التواصل الاجتماعي ووجدت ملجأها ومرساها في الدين، لكنها “ركبت القطار الخاطئ في هذه العملية”.
تواصلت الشابة، عبر منصتي Snapchat و TikTok، مع مؤيدي تنظيم “الدولة الإسلامية” (IS)، الذي يُعد ميليشيا إرهابية راديكالية.
التأثر والاندفاع نحو التطرف:
أقر المدعي العام بأن المتهمة “كانت سهلة التأثر”، مشيراً إلى أنها تعاني من الاكتئاب واضطراب الإجهاد المُثبتين طبياً. وذكر أنها انخرطت في بيئة متطرفة خلال “مرحلة صعبة من البحث عن الذات”، و”سمحت لنفسها بأن يتم تلقينها فكر تنظيم الدولة الإسلامية“. ومما سهّل وصولها إلى المواد الدعائية الخاصة بالتنظيم هو أن شقيقها الأكبر كان مؤيداً له.
في ربيع عام 2024، تعرفت الشابة، التي كانت تبلغ من العمر 17 عاماً آنذاك، على Beran A. الذي تصدر العناوين بعد نحو شهرين حين أحبطت مديرية أمن الدولة والاستخبارات (DSN) خططه المزعومة لشن هجوم على حفل المغنية الأمريكية الشهيرة Taylor Swift المُقرر إقامته في ملعب Ernst-Happel-Stadion، وتمكنت من اعتقال المشتبه به البالغ من العمر 20 عاماً. ومنذ ذلك الحين، لا يزال Beran A. محتجزاً في فيينا على ذمة التحقيق، وما زالت التحقيقات ضده جارية من قبل النيابة العامة في فيينا.
الزواج والعبودية المُقترحة:
في الثالث من يونيو/حزيران 2024، تزوج Beran A. والشابة وفقاً للشريعة الإسلامية. ووفقاً لما أوضحه المدعي العام، عارض الشقيق الأكبر للفتاة الزواج لاحقاً، مُشيراً إلى موقفه كـ “وصي” عليها.
روى المدعي العام أنه “للحفاظ على علاقتها بـ Beran A.، عرضت عليه أن يتخذها كأمة“، وهو ما وافق عليه كل من Beran A. وشقيقها. واستمرت علاقتها به حتى التاسع والعشرين من يوليو/تموز، وهو اليوم الذي تم فيه اعتقال المُتهم بمحاولة تنفيذ هجوم Swift المُحبط.
أظهرت تحليلات محادثات الزوجين أنهما تبادلا الآراء بشكل مكثف حول تنظيم الدولة الإسلامية والفكر المرتبط به، وعزز كل منهما آراء وقيم الآخر. وكان التركيز الأساسي في نقاشاتهما يدور حول قتل ما أسموه “الكفار”.
إنهاء العلاقة والتمسك بالفكر:
شدد رئيس المحكمة في تبريره للحكم على أنه “لم يكن بالإمكان إثبات أن المتهمة كانت على علم بالنوايا الإرهابية لشريكها”. وعلى الرغم من أنها كانت “منغمسة بعمق في هذه المسألة”، إلا أن نتائج التحقيقات أظهرت أنها لم تكن مُنخرطة في خطط الهجوم. وأشار إلى أنها أعلنت إنهاء علاقتها بشريكها بعد اعتقاله.
مع ذلك، لم تتخلّ الشابة، التي أصبحت تبلغ من العمر 18 عاماً، عن تنظيم الدولة الإسلامية على الفور. فقد تبين لاحقاً، خلال تفتيش منزلها، أنها اقتنت كتباً ذات محتوى سلفي، واستمرت في الحصول على مواد دعائية للتنظيم. وفي نهاية شهر فبراير/شباط، أرسلت عبر تطبيق واتساب مقطع فيديو يتضمن نشيد يُمجّد القتال ضد “الكفار”.
لفتت تصرفات الشابة الانتباه بعد تحليل الهواتف المحمولة التي صودرت من شريكها السابق المُحتجز. وفي بداية شهر مارس/آذار، وُضعت رهن الاعتقال الاحتياطي لمدة شهرين. وأشارت محامية الدفاع إلى أن “هذه كانت فترة صعبة ومحورية بالنسبة لها”، وأن تجربة السجن كانت عاملاً ساعد على بدء عملية إزالة التطرف لدى موكلتها.
الاعتراف بالذنب:
أعلنت المتهمة في بداية المحاكمة قائلة: “أعترف بذنبي”، وأضافت: “أشعر بالندم على الأشياء التي قمت بها”. واختارت ألا تدلي بمزيد من المعلومات حول القضية نفسها، مستخدمة حقها في الامتناع عن الإدلاء بشهادتها وعدم الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالتهم الموجهة إليها.



