السجن مع وقف التنفيذ ليافع نمساوي بتهمة التخطيط لهجوم على مهرجان المثليين بفيينا

حكمت محكمة سانت بولتن في النمسا السفلى يوم الثلاثاء بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة ستة أشهر على شاب نمساوي يبلغ من العمر 16 عاماً، بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي مزعوم يستهدف مهرجان قوس قزح (Vienna Pride) لعام 2023 في فيينا، مع توجيه تهم الانتماء إلى تنظيم إرهابي وجريمة منظمة، لكن الحكم لم يصدر بعد بشكل نهائي، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

أُجريت المحاكمة أمام محكمة ولاية سانت بولتن، وشملت القضية أيضاً شقيقين يبلغ عمرهما 19 و22 عاماً من أصل شيشاني، حيث استمرت محاكمتهما في جلسات مغلقة ولم يعترفا بالتهم، في المقابل، كان المتهم الأصغر سناً قد اعترف جزئياً بالتهم الموجهة إليه، بما في ذلك الاعتداء الجسدي على زميل في المدرسة، الذي أدى إلى صدور الحكم بحقه.

وأوضح القاضي أثناء تبرير الحكم أن المتهم البالغ من العمر 16 عاماً، وهو مواطن نمساوي كان يُعتقد في البداية أنه يبلغ 17 عاماً، أدلى بتصريحات «مقلقة للغاية» في محادثات عبر الإنترنت. غير أن مجريات المحاكمة كشفت تحولاً في موقفه، حيث أصبح الآن غير مؤيد لتنظيم الدولة الإسلامية (IS).

وأشار القاضي إلى اعتراف المتهم بارتكاب أفعال تتعلق بالانتماء إلى تنظيم إرهابي وجريمة منظمة، وهو اعتراف ندم عليه وأثر إيجاباً في مجرى الحكم. كما أمرت المحكمة بوضعه تحت إشراف قضائي مع إلزامه بالمشاركة في برنامج لمكافحة التطرف (Deradikalisierungsprogramm)، وقال القاضي: «لقد منحكم هذا الحكم فرصة ثانية من خلال محكمة الجنايات».

من جانبها، أوضحت النيابة العامة في سانت بولتن أن الهجوم المحتمل على مهرجان قوس قزح لم يكن وشيكاً ولم يُدرج ضمن التهم المباشرة، مشيرةً إلى أن المتهمين الثلاثة، الذين كانوا في السابق من أتباع تنظيم الدولة الإسلامية (IS)، ناقشوا خطط هجوم داخل مجموعة على تطبيق تلغرام متعلقة بالتنظيم.

بدأت المحاكمة الثلاثاء في محكمة ولاية سانت بولتن، حيث اتفق دفاع المتهمين الثلاثة على عدم وجود خطط هجوم ملموسة على مهرجان قوس قزح، وأشار دفاع المتهم البالغ 19 عاماً إلى أن موكله كان نائماً في وقت تنفيذ المداهمة التي شملت 30 شرطياً، ولم يُعثر سوى على أسلحة ناعمة (Softguns) غير خاضعة لقوانين الأسلحة.

وانتقد الدفاع ما وصفه بالإجراءات المتسرعة التي اتخذها جهاز حماية الدولة والاستخبارات (Direktion Staatsschutz und Nachrichtendienst – DSN)، مؤكدين أن الاتهامات مبنية على افتراضات يمكن دحضها.

واتهمت النيابة المتهمين الثلاثة بأنهم كانوا مؤيدين متشددين لتنظيم الدولة الإسلامية أو الجماعة المنبثقة عنه «تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خراسان» (ISPK)، وأنهم تواصلوا مع أشخاص ذوي ميول عنيفة وراديكالية على تلغرام.

ووفقاً للائحة الاتهام، ناقشت المجموعة التي تضم عشرة إلى خمسة عشر عضواً من مختلف أنحاء أوروبا، خططاً لهجمات عبر محادثات تخللتها مواد دعائية وطلبات تبرعات، بينما نفى المتهمان الأكبر سناً انتمائهما لتلك المجموعة.

وتشير الاتهامات إلى أن المتهم البالغ 19 عاماً خطط لشراء بندقية من طراز AK-47 وسكين كبير في جمهورية التشيك بغرض تنفيذ هجوم على مهرجان قوس قزح في 17 يونيو 2023 في فيينا. كما روّج عبر منصات مثل تيك توك وتلغرام لأفكار تنظيم الدولة الإسلامية.

أما المتهم البالغ 22 عاماً، فقد دعا في محادثاته إلى «طعن» (وفقاً للنص الأصلي) واضطهاد الكفار، كما كان يظهر في تسجيلات وصور يؤدي فيها تحية «التوحيد» التي تستخدمها الجماعات الإسلامية المتطرفة.

أما أصغر المتهمين، الذي كان يبلغ 14 عاماً عند توقيع المحضر، فقد أعلن نيته السفر إلى مناطق تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية لدعم مقاتليه، واستفسر عن طرق تصنيع عبوات ناسفة وطرق التصويب أثناء تنفيذ هجمات.

وقد وُجهت إليه تهمة توجيه تعليمات لارتكاب جريمة إرهابية، وهي تهمة أنكرها، وخرج ببراءة في هذا الشق من القضية.

وأظهرت التحقيقات أن المراهق كان يجمع معلومات حول التكتيكات القتالية وعمليات الكمين وتدابير تجهيز المجاهدين، مستنداً إلى وثائق عثر عليها على الإنترنت.

وبناء على طلب الدفاع وبسبب عمر المتهمين وحماية خصوصيتهم، أجريت جلسات المحاكمة الأخيرة في غرفة مغلقة.

كشفت السلطات عن خطط الهجوم المفترضة بعد يوم من انتهاء مهرجان قوس قزح، حيث أعلنت DSN في مؤتمر صحفي عن القضية، التي تم اكتشافها بفضل تعاون مع أجهزة أجنبية رصدت محادثات تلغرام الخاصة بالمجموعة.

تم إطلاق سراح المتهمين الثلاثة بعد بضعة أيام من اعتقالهم لعدم وجود أدلة كافية، ومن المتوقع استكمال المحاكمات مع المتهمين الأكبر سناً، مع تحديد جلسة أخرى في 5 أغسطس المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى