السجن 12 عامًا لجندي نمساوي من أصول تركية قتل زميله في ثكنة عسكرية
فيينا – INFOGRAT:
أدين جندي نمساوي شاب من أصول تركية بجريمة قتل زميله داخل ثكنة عسكرية في مدينة Spittal an der Drau بولاية كارينثيا (Kärnten)، وقضت محكمة ولاية Klagenfurt، يوم الأربعاء، بسجنه لمدة اثني عشر عامًا، بعد أن أطلق النار على زميله البالغ 21 عامًا أيضا من أصول تركية، مما أدى إلى مقتله على الفور. ولم يُصبح الحكم نهائيًا بعد.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، قضت هيئة المحلفين في محكمة الجنايات في Klagenfurt، بإجماع الأصوات (8 ضد 0)، بأن الجريمة التي وقعت في ثكنة Türk في مدينة Spittal an der Drau بتاريخ 22 أكتوبر 2024، هي جريمة قتل، رغم أن النيّة المسبقة لم تكن مؤكدة، حسب ما أعلنه القاضي Dietmar Wassertheurer. وقال القاضي خلال النطق بالحكم إن الجاني البالغ من العمر 20 عامًا “وجه السلاح عمدًا إلى صدر الضحية وضغط على الزناد رغم تحذيره المتكرر”، مشيرًا إلى أن المتهم “قبل ضمنيًا بموت زميله”.
عقوبة في الحد الأدنى رغم فداحة الجريمة
ورغم خطورة الجريمة، قررت المحكمة الحكم عليه بـاثني عشر عامًا من السجن، موضحة أن العقوبة تم تحديدها في الحد الأدنى نظرًا لكون الجاني شابًا لا يملك سجلًا جنائيًا. ولم يُدلِ أي من الطرفين – لا الدفاع ولا النيابة – بتصريحات عقب صدور الحكم.
حضور إعلامي وجماهيري كثيف
شهدت قاعة محكمة الجنايات في Klagenfurt حضورًا كثيفًا من الجمهور والإعلام، حيث امتلأت القاعة الكبرى بالمراقبين، بينهم أقارب الضحية والجاني، ومجموعات طلابية، ومهتمون بالشأن القضائي. ونظرًا للازدحام، تم نقل جلسات المحاكمة إلى قاعة إضافية عبر بث مباشر.
لحظة إطلاق النار: سلاح موجّه إلى الصدر
وقعت الجريمة في غرفة الحراسة التابعة للثكنة، حيث كان المتهم في نوبة عمله منذ الصباح. وعندما دخل زميله البالغ من العمر 21 عامًا الغرفة، دار بينهما حديث قصير غير معلوم المضمون، بحسب الادعاء. ورغم أن الجنديَّين لم يكونا على معرفة وثيقة قبل التجنيد، إلا أن المتهم أخرج فجأة مسدسه من الحافظة ووجهه إلى صدر الضحية من مسافة حوالي مترين وأطلق النار.
دخلت الرصاصة من صدر الضحية وخرجت من ظهره، ما أدى إلى نزيف داخلي حاد تسبّب في وفاته لاحقًا داخل غرفة الصدمات بمستشفى Klagenfurt، رغم تدخل الإسعاف بشكل عاجل.
أقوال متضاربة وتفسيرات غير مقنعة
الجاني أقر بإطلاق النار منذ لحظة اعتقاله، لكنه زعم أن الطلقة خرجت بطريق الخطأ، وهو ما رفضته النيابة العامة مشيرة إلى تناقض أقواله، فبينما قال في البداية إن حزام السلاح انزلق وأدى إلى خروج الطلقة، عاد لاحقًا وادعى أنه تفاجأ بدخول الضحية فـ”ارتبك وأمسك شيئًا سقط، ثم سمع صوت إطلاق نار”.
إحدى رواياته تضمنت أنه ركل المسدس بقدمه وأمسكه بشكل خاطف، إلا أن النيابة شددت على أن المسدس من طراز Glock مزود بآلية أمان تمنع إطلاق النار عفويًا، وأكدت أن السلاح لا يمكن أن يسقط تلقائيًا من الحافظة.
الجاني رفض أيضًا المشاركة في إعادة تمثيل الجريمة، مما صعّب التحقق من تسلسل الأحداث بشكل دقيق.
الدفاع: حادث مأساوي وليس جريمة
من جهته، وصف محامي الدفاع Kurt Jelinek الواقعة بأنها “حادث مأساوي”، مشيرًا إلى أن موكله لم يكن يملك أي دافع لقتل زميله، الذي وصفه لاحقًا بـ”الصديق الجيد”. وقال إن المتهم يعترف فقط بـ”القتل نتيجة الإهمال الجسيم”، مؤكدًا أن موكله “استخدم السلاح بشكل غير مسؤول”.
وأضاف الدفاع أن التناقض في أقوال المتهم ناتج عن عدم قدرته على التعبير الواضح عن نفسه، وقال: “لقد كانت تصرفاته غير مدروسة، لكنه لم يكن ينوي القتل أبدًا”.
المتهم: كنت أعبث بالسلاح
أقر المتهم خلال المحاكمة بأنه كان يعبث بالسلاح داخل غرفة الحراسة، حيث كان يسحب المسدس قليلًا من الحافظة ويعيده، مدعيًا أنه كان يشعر بالإعياء ويريد خلع الحزام. وأثناء ذلك دخل الضحية الغرفة وقال شيئًا، فادعى المتهم أنه تفاجأ به ولم يدرك وجوده مسبقًا، وعندها سقط السلاح، بحسب روايته، فالتقطه و”سمع صوت الطلقة”.
الغريب أن المتهم جمع الرصاصة والغلاف بعد الحادث ووضعهما على المكتب، وعندما سُئل عن سبب ذلك قال إنه لا يتذكر.
تسجيل فيديو يوثق لحظة الجريمة وما بعدها
عرضت المحكمة مقطع فيديو من كاميرا مراقبة خارج غرفة الحراسة، يُظهر لحظة دخول الضحية إلى الغرفة، وخروجه بعد دقيقتين وهو يضع يده على صدره، ثم يظهر الجاني وهو ينظر إلى الخارج ثم يعود إلى الداخل، وأخيرًا يُشاهَد وهو يجري مكالمة هاتفية لطلب الإسعاف.
في المقطع الصوتي الذي عُرض في القاعة، يقول المتهم: “شخص ما أُصيب بطلق ناري عن طريق الخطأ، وقع حادث، لدينا مصاب هنا”. ووصف الضحية لاحقًا بأنه “صديق يمكن الحديث معه عن أمور خاصة”.
لحظات مؤثرة لعائلة الضحية
تواجد في قاعة المحكمة عائلة الضحية، بما في ذلك والديه وشقيقته وعدد من أقاربه. وعند عرض لحظات الجريمة على الشاشة، انهارت العائلة بالبكاء وغادرت القاعة وهي في حالة صدمة.



