السجن 17 عامًا لمقدوني أطلق النار على رقبة شيشاني في النمسا العليا بسبب خلاف على تجارة المخدرات
أدانت هيئة محلفين رجلاً من شمال مقدونيا بمحاولة القتل، بعد أن أطلق النار على رجل شيشاني في الرقبة من مسافة قريبة، مما أسفر عن إصابة الأخير بجروح خطيرة. وقع الحادث في 14 يناير، ويُعتقد أن خلفيته تعود إلى نزاع في عالم المخدرات، حيث نفى المتهم نية القتل. تم القبض على المتهم في سويسرا بعد أسابيع من وقوع الحادث، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
وفقًا للادعاء العام، استدعى المتهم، وهو مواطن من شمال مقدونيا، الضحية، وهو رجل شيشاني، إلى مكان لقاء في 14 يناير. وصل الضحية بالسيارة، وقام المتهم بإطلاق النار عليه من خلال النافذة المفتوحة، مستهدفًا رقبته من مسافة قريبة. نجا الضحية من الحادث لكنه أصيب بجروح بالغة.
من جانبه، اعترف المتهم بإطلاق النار، لكنه ادعى أنه كان في حالة دفاع عن النفس. قدم للمحكمة روايته الخاصة، حيث ذكر أن الضحية، الذي لم يكن يعرفه سابقًا، اتصل به في اليوم السابق للحادث وطالبه بـ “أموال حماية”، دون أن يعرف المتهم السبب. وأضاف المتهم أن الضحية سحب فجأة “سكينًا كبيرًا” خلال اللقاء، مما دفعه إلى إطلاق النار والفرار.
شككت المدعية العامة في رواية المتهم، متسائلة عن كيفية رؤيته لسكين من وجهة نظره، وأشارت إلى أن السيارة لم تكن “عربة زجاجية من القصص الخيالية، بل سيارة دفع رباعي”.
من جهته، لم يقدم الضحية تفسيرًا للحادث، وعانى من فقدان ذاكرة كبير حول تفاصيل الواقعة. كما كانت شهادات الشهود المقربين من المتهم والضحية غامضة، حيث نفى معظمهم معرفتهم الجيدة بالمتهم. أحد الشهود تراجع عن أقواله أمام الشرطة، والتي كانت تشير إلى تورط في تجارة المخدرات.
أثار هذا التراجع رد فعل من المتهم، الذي صرح في المحكمة بأن الشاهد “يجب أن يحاسب أمامه عائلته”، مما فسّرته المدعية العامة على أنه تهديد وليس مجرد دعوى مدنية. ووصفت المدعية العامة المتهم بأنه “رجل خطير” لا يتردد في “تهديد الآخرين لتحسين موقفه في المحاكمة”.
كما أشارت المدعية العامة إلى أن المتهم أرسل “رسالة اعتراف” إلى صندوق بريد النيابة العامة، يقر فيها بإطلاقه النار ويعبر عن غضبه لعدم ملاحقة الضحية.
من وجهة نظر الادعاء، فإن خلفية الحادث تعود إلى محاولة الضحية التدخل في تجارة المخدرات التي يمارسها المتهم، والذي يواجه حاليًا إجراءات قانونية بتهمة الاتجار بالمخدرات، أو ابتزازه.
من جانبه، استنتج محامي الدفاع أن موكله لم يكن ينوي القتل، مستندًا إلى حقيقة أنه أطلق النار مرة واحدة فقط في الكتف من مسافة قريبة ثم فر. وأشار المتهم نفسه إلى أنه “خدم في وحدات خاصة في حربين”، وأنه لو كان ينوي القتل لتمكن من ذلك.
الحكم:
يبدو أن هيئة المحلفين مالت إلى رواية الادعاء العام، حيث أدانت المتهم بمحاولة القتل. لم يصدر أي من طرفي الادعاء أو الدفاع بيانًا بعد الحكم، مما يعني أن الحكم ليس نهائيًا.



