السوري محمد الهشوم في النمسا ضمن قائمة أفضل 50 مرشحًا لجائزة المعلم العالمية بقيمة مليون دولار
فيينا – INFOGRAT:
تم اختيار محمد الهشوم، معلم في مدرسة الرياضة في Nenzing بالنمسا مقاطعة فورالبرغ، ضمن القائمة القصيرة لجائزة Global Teacher Prize التي تُنظمها مؤسسة Varkey بالتعاون مع منظمة اليونسكو. وتضم القائمة 50 مرشحًا من مختلف أنحاء العالم.
جاء اختيار محمد من بين أكثر من 5000 ترشيح وتقديم من 89 دولة. وتعد هذه الجائزة، التي تبلغ قيمتها مليون دولار، أكبر جائزة عالمية تُمنح لمعلم استثنائي قدم إسهامات بارزة في مهنته. تهدف الجائزة، التي تدخل الآن عامها التاسع، إلى تكريم الدور الأساسي للمعلمين في المجتمع وتسليط الضوء على تأثيرهم الكبير من خلال نشر آلاف القصص عن أبطال غيّروا حياة الشباب. منذ إطلاقها، تلقت الجائزة أكثر من 100,000 طلب وترشيح من جميع أنحاء العالم.

معلم في النمسا
وُلد محمد في حارم بسوريا، وبدأ مسيرته التعليمية بدراسة الرياضيات في جامعة حلب. إلا أن اندلاع الحرب السورية عام 2012 أجبره وعائلته على الفرار في رحلة شاقة استغرقت عشرة أيام عبر عدة دول، وصولاً إلى النمسا. ورغم التحديات الكبيرة التي واجهها في البداية، بما في ذلك حاجز اللغة وتعقيدات نظام التعليم النمساوي، تمكن من تعلم اللغة الألمانية خلال ستة أشهر فقط، ومواصلة تعليمه واندماجه في المجتمع النمساوي.
في مدرسة الرياضة في Nenzing، يُدرّس محمد الرياضيات، الفيزياء، الروبوتات، والكيمياء للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا. يمثل الطلاب ذوو الخلفيات المهاجرة 25% من المدرسة، وغالبًا ما يواجهون عقبات لغوية وصدمات نفسية بسبب النزوح، خاصة بعد الحرب في أوكرانيا. يعتمد محمد في تدريسه على أساليب متنوعة مثل نهج مونتيسوري، واستخدام التطبيقات التعليمية، وبرمجة الروبوتات، والتعليم العملي خارج الصف، مما يعزز التعاون والإبداع ويكسر الحواجز الثقافية والتعليمية.
يتجاوز تأثير محمد حدود الفصل الدراسي. ففي عام 2016، أطلق دورات صيفية مجانية للأطفال اللاجئين، جمع فيها بين اللغة الألمانية والرياضيات لتخفيف الحواجز التعليمية. كما طور برنامجه المبتكر “Matech”، الذي يدمج الرياضيات والتكنولوجيا وتعلم اللغة. وقد حصل هذا البرنامج على جائزة اللغات الأوروبية في عام 2017.
بفضل خبرته التقنية، أدخل محمد روبوت “Avatar” إلى الفصل الدراسي، مما مكّن طالبًا مصابًا بالسرطان من حضور الدروس عن بُعد والمشاركة في التعليم رغم مرضه. كما أن برامجه لتعليم اللغة الألمانية ساعدت الطلاب اللاجئين على الاندماج في الفصول العادية، حيث تمكن ثمانية طلاب من الانتقال إلى هذه الفصول خلال سبعة أشهر فقط.
خارج الفصل، يعمل محمد على تعزيز الاندماج والمواطنة العالمية من خلال محاضرات ومناقشات مع المجتمعات النمساوية لتعزيز التفاهم المتبادل بين السكان المحليين واللاجئين. كما يدرب طلابه للمشاركة في مسابقات “RoboCup Junior”، حيث حصلوا على ألقاب وطنية ودولية، مما يعزز العمل الجماعي والمهارات المستقبلية.
صرح ساني فاركي، مؤسس جائزة Global Teacher Prize ورئيس مؤسسة Varkey:
“تم إنشاء هذه الجائزة لتسليط الضوء على الدور الأساسي للتعليم في مواجهة التحديات الكبرى في عصرنا، من مكافحة تغير المناخ إلى تقليل التفاوتات الاجتماعية ومواكبة التحولات التكنولوجية. أهنئ جميع المتأهلين للتصفيات النهائية، الذين يمثلون مجتمعًا عالميًا من المعلمين الذين يرسمون الطريق نحو مستقبل أفضل”.
وأضافت ستيفانيا جيانيني، نائبة المدير العام للتعليم في اليونسكو:
“تفخر اليونسكو بدعم هذه الجائزة التي تعترف بتفاني وتأثير المعلمين في جميع أنحاء العالم. في أوقات النقص العالمي في عدد المعلمين والظروف الصعبة والتقدم التكنولوجي، يعد الاستثمار في المعلمين والاعتراف بجهودهم أمرًا حاسمًا لبناء مستقبل عادل وشامل ومستدام. إن المعلمين لا يشكلون الجيل القادم فحسب، بل يشكلون مستقبل مجتمعاتنا”.
وعبر محمد الهشوم عن مشاعره قائلاً:
“أشعر بشرف عظيم لاختياري ضمن أفضل 50 مرشحًا لجائزة المعلم العالمية. إنه لشرف كبير أن أكون ضمن قائمة تضم العديد من المعلمين الملهمين من جميع أنحاء العالم. شكرًا لمؤسسة Varkey وGEMS Education واليونسكو على تقديرهم للدور الأساسي للمعلمين في المجتمع”.



