السياسة والفن والمجتمع الراقي: فيينا تتلألأ في ليلة الأوبرا بول
فيينا – INFOGRAT:
شهدت دار أوبرا فيينا ليلة مبهرة خلال أوبرا بول 2025، حيث اجتمع أكثر من 5,150 ضيفًا من عالم السياسة والفن والمجتمع الراقي في أجواء احتفالية استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح، وتميز الحفل بعروض موسيقية راقية، مستوحاة من أعمال يوهان شتراوس الابن، في مناسبة الاحتفال بذكرى ميلاده الـ200.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، افتتح الحفل بعرض باليه مبهر على أنغام “Kaiserwalzer” (فالس القيصر) من تأليف شتراوس، بمشاركة 20 راقصًا وراقصة من فرقة الباليه التابعة لدار الأوبرا، تحت إشراف المصمم الشهير مارتن شلابفر. كما شارك في الأداء لأول مرة بعض طلاب أكاديمية الباليه الخاصة بالدار.
وقدمت نادين سييرا، نجمة السوبرانو الصاعدة، أداءً لافتًا لأغنية “Frühlingsstimmenwalzer” (فالس أصوات الربيع)، فيما أضفى التينور العالمي خوان دييغو فلوريز لمسة إسبانية بأداء “Bella Enamorada” من أوبرا “El último romántico”. اختُتم الجزء الافتتاحي بأداء جماعي لأغنية “Alle maskiert” (الجميع مقنع) من أوبريت “ليلة في البندقية”، التي عكست بشكل غير رسمي شعار الحفل: “حيث يسود المرح والبهجة”.

الأجواء والمشاركون في الحفل
شارك في الحفل شخصيات سياسية بارزة، من بينهم الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، الذي حضر برفقة عالمة الاقتصاد البيئي سيغريد ستاغل، الحائزة على لقب “عالمة العام”. كما حضر المستشار النمساوي ألكسندر شالنبيرغ دون مرافقة، معلقًا بشكل مقتضب حول الحكومة المقبلة بقوله: “أنا متأكد أننا سنحصل على مستشار رائع”.
ومن بين الحضور أيضًا:
- وزير الثقافة فيرنر كوغلر ووزيرة العدل ألما زاديتش (حزب الخضر).
- رئيس بلدية فيينا ميخائيل لودفيج ورئيس حزب الشعب النمساوي في فيينا كارل ماهر.
- الحاكمة الإقليمية (النمسا السفلى) يوهانا ميكل-لايتنر وحاكم (النمسا العليا) توماس شتيلتسر (كلاهما من حزب الشعب).
أول أوبرا بول بدون ريتشارد لوغنر
للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عامًا، غاب رجل الأعمال النمساوي الراحل ريتشارد لوغنر، الذي توفي العام الماضي، عن الأوبرا بول، وعلى الرغم من أن دوره كان يقتصر على دعوة المشاهير، فقد كان يُنظر إليه في وسائل الإعلام الأجنبية على أنه شخصية رئيسية في الحدث. قررت عائلته ترك مقعده في الصالة شاغرًا تكريمًا لذكراه.
ورغم غيابه، واصلت لوجنر لوج استقطاب الأسماء اللامعة، وكان نجمها هذا العام أليك مونوپولي، فنان الشارع الأمريكي الشهير، كما جذبت شركة سواروفسكي الانتباه بدعوة كل من ليني كلوم، ابنة العارضة العالمية هايدي كلوم، والعارضة الجنوب أفريقية كانديس سوانبويل، إلى جانب نجم مسلسل “Gossip Girl” إد ويستويك.
أجواء الفخامة والضيافة الفاخرة
تميز الأوبرا بول هذا العام بتفاصيل فاخرة، من بينها 171 باقة زهور ضخمة و480 تنسيقًا زهريًا، جمعت بين الزنبق، الورود، شقائق النعمان، الخشخاش، والياقوتية، بالإضافة إلى لمسة مبتكرة بإضافة العنب، الخرشوف، الرمان، والحمضيات، مما جعل الزينة قابلة للأكل.
وعلى صعيد الضيافة، كانت الأرقام مذهلة:
- 52,600 كأس
- 9,200 قطعة أدوات مائدة
- 1,000 مبرد شمبانيا
- فريق ضيافة مكون من 320 شخصًا
ولأول مرة، شاركت علامة “Steirereck & Friends” الشهيرة في تقديم مأكولات مبتكرة مثل “كعكة البونش الفاسدة مع الفجل والبطاطا البنفسجية” و “خبز الدم المجفف مع الملفوف الحار”.
ختام ساحر على أنغام “الدانوب الأزرق”
كما جرت العادة، اختُتم الحفل برقصة “الدانوب الأزرق” ليوهان شتراوس، حيث ملأ الحاضرون أرضية القاعة، مع انطلاق النداء الشهير “Alles Walzer!” (الجميع يرقص الفالس!) استمرت الاحتفالات حتى ساعات الصباح الباكر، قبل أن يُعلن في الخامسة فجرًا عن نهاية واحدة من أكثر الليالي سحرًا في فيينا.



