الشرطة تطلق النار على مشتبه به هولندي من أصول مغربية ضمن عصابة تفجير الصرافات في فيينا
فيينا – INFOGRAT:
شهدت مدينة فيينا في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد 6 أبريل 2025 مشاهد درامية، حيث أطلقت الشرطة النار على مشتبه به يبلغ من العمر 24 عامًا خلال محاولة فاشلة لتفجير جهاز صراف آلي، ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة استدعت خضوعه لعملية جراحية طارئة في مستشفى Floridsdorf، جاءت هذه المحاولة في توقيت سيئ للغاية بسبب تدابير أمنية مشددة اتُّخذت بمناسبة ماراثون فيينا، ما أسهم في استجابة سريعة من قوات الأمن ووقوع الاشتباك.
وبحسب صحيفة krone النمساوية، ارتكبت العصابة خطأً جسيمًا في التخطيط، إذ صادف تنفيذ عمليتهم الاستعدادات المكثفة لماراثون فيينا، الذي يُشارك فيه أكثر من 45 ألف عداء، مما أسفر عن تواجد أمني كثيف، وحواجز في عدة مناطق من العاصمة، وعندما حاول أفراد العصابة تنفيذ هجومهم عند فرع Bank Austria في شارع Vorgartenstraße بحي Leopoldstadt في فيينا، وصلت وحدات الشرطة بسرعة قياسية إلى مسرح الجريمة.
محاولة دهس ضباط الشرطة تُشعل المواجهة
تسارعت الأحداث بشكل كبير، حيث حاول أحد المشتبه بهم على ما يبدو اقتحام الحواجز أو دهس عناصر الشرطة بسيارته، ما دفعهم إلى استخدام أسلحتهم، وأُصيب أحد الجناة، وهو شاب من أصول شمال أفريقية ويحمل الجنسية الهولندية، بطلق ناري، وتشير معلومات صحيفة “Krone” إلى أن حالته الصحية مستقرة ولا تُشكّل خطرًا على حياته.
الانفجار أيقظ سكان المنطقة من نومهم
هزّ صوت الانفجار القوي أرجاء الحي، وأفاد سكان المنطقة بأنهم استيقظوا على صوت دوي هائل، Paul، أحد السكان الذي يعيش بجوار موقع الجريمة قرب محطة Krieau لقطار الأنفاق U2، قال إن أصوات المفرقعات مألوفة في المنطقة، لكنه أكد أن هذه المرة كان الصوت “مرتفعًا للغاية”، وأضاف أنه استيقظ مذعورًا من نومه إثر سماعه صوت انفجارين متتاليين، ثم شاهد من نافذته عددًا من الرجال يفرون بسياراتهم من المكان.
عصابات التفجير الهولندية تُقلق السلطات منذ أشهر
تشير التقارير إلى أن هذه العصابات، التي تتكون من مئات الشبان في العشرينات من أعمارهم وغالبيتهم من أصول مغربية ويحملون الجنسية الهولندية، تُعد من أخطر المجموعات الإجرامية المتخصصة في تفجير الصرافات الآلية، وقد نفذت حتى الآن نحو 20 عملية في مختلف أنحاء النمسا، ما يُقارب الأرقام القياسية المسجلة في عامي 2018 و2019.
أساليب خطرة لا تُراعي أرواح المدنيين
لا تأبه هذه العصابات بأي اعتبار لسلامة المدنيين، فهي تعتمد على تفجير أجهزة الصراف الآلي باستخدام عبوات ناسفة محلية الصنع تحتوي على مسحوق البارود الأسود المستخرج من صواريخ محظورة في النمسا، وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى تدمير كامل للفروع البنكية، وفي بعض الأحيان يمتد التدمير ليشمل مباني سكنية مجاورة.
أوقات التنفيذ ونمط الهروب المكرر
يتم تنفيذ هذه الجرائم في ساعات الفجر، بين الثالثة والرابعة صباحًا، ويهرب الجناة بعد ذلك بسيارات رياضية قوية، غالبًا من طراز Audi، وغالبًا ما تكون مسروقة، إلا أن خطأهم هذه المرة تمثّل في تجاهلهم لحالة التأهب الأمني القصوى المصاحبة لماراثون فيينا، ما أوقعهم في كمين الشرطة سريعًا.
في الوقت الذي تُواصل فيه الشرطة عملية التمشيط الأمني بحثًا عن شركاء المشتبه به في أرجاء المدينة، يترقب المحققون المعلومات التي قد يدلي بها الجاني المصاب خلال جلسات التحقيق القادمة، والتي من المرجّح أن تلعب دورًا مهمًا في تفكيك هذه الشبكة الإجرامية الخطيرة.



