الضحية طلب 10 آلاف يورو.. السجن مع وقف التنفيذ لصربي اعتدى على عامل توصيل سوري مع تعويض 300 يورو فقط
شهد حي Brigittenau في مدينة فيينا اعتداءً جماعياً بالضرب على عامل توصيل سوري يعمل لدى شركة Foodora، وذلك في شهر مارس الماضي (2025). وقعت الحادثة بعد مشادة كلامية وحركة مرور غاضبة، حيث تجمَّع ثلاثة أفراد من عائلة واحدة (جد، وأب، وابن قاصر)، من أصول صربية، وقاموا بالاعتداء على الضحية في الشارع. وانتهت القضية بصدور حكم بالسجن تسعة أشهر مع وقف التنفيذ وتعويض مادي على الأب المتهم الرئيسي، فيما تمت تبرئة الجد، وإحالة ملف التعويضات الأكبر إلى المحاكم المدنية، بحسب صحيفة Heute النمساوية.
أثار أسلوب قيادة سائق توصيل يعمل لدى شركة Foodora، في شهر مارس الماضي، غضب ثلاثة ركاب من أصول صربية كانوا داخل سيارة، ما أدى إلى شجار في وضح النهار في حي Brigittenau في فيينا.
يُزعم أن السائق، وهو سوري، تجاوز حافلة ركاب (Linienbusses) في شارع Klosterneuburger Straße، واضطُرَّ إلى التوقف بشكل مفاجئ أمام سيارة العائلة. وتبع ذلك مشادة كلامية عنيفة. وتطرَّق الحديث إلى توجيه ركلة لباب السيارة، بالإضافة إلى ادعاءات بأن الضحية المُعتدى عليه لاحقاً بصق في اتجاه السيارة. نفى السوري ذلك بشدة أمام المحكمة.
لكن الأمر الذي لم يكن موضع خلاف هو خروج الأب (70 عاماً)، والابن (43 عاماً)، والحفيد (13 عاماً) من السيارة، وإحاطتهم بسائق توصيل الطعام على عجل. بعد ذلك، قام الابن البالغ من العمر 43 عاماً بضرب سائق Foodora بقبضة يده، فيما ساعده ابنه البالغ من العمر 13 عاماً في ذلك، بل إنه طرح الرجل أرضاً. قام أحد ركاب الحافلة بتصوير المشهد، ما أدى في النهاية إلى وصول القضية إلى محكمة الجنايات الإقليمية (Straflandesgericht). ولأنه كان هناك اشتباه في أن الثلاثة اشتركوا في الاعتداء على السائق، واجه البالغان عقوبة تصل إلى السجن لمدة خمس سنوات، بينما لا يمكن ملاحقة الشاب بسبب عدم بلوغه السن القانونية للمساءلة الجنائية (strafunmündig).
لم ينتهِ النزاع في قاعة المحكمة (Landl) يوم الاثنين: حيث أصرَّ سائق Foodora على تعويض عن الألم والمعاناة (Schmerzensgeld) بقيمة 10,000 يورو، مدعياً أنه تعرَّض لصدمة نفسية شديدة، رغم أن “تشخيصه” أشار إلى إصابة في شفته فقط. وخلال الجلسة، وجه الابن المتهم الرئيسي الشتائم من مقعد الاتهام (Anklagebank) واضطر القاضي إلى لجمه عدة مرات. وفي نهاية المطاف، صدر الحكم على المدان الذي يمتلك سجلاً جنائياً، بالسجن تسعة أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة إحداث إصابات جسدية (Körperverletzung)، كما يتوجب عليه دفع مبلغ 300 يورو تعويضاً للضحية.
أُحيل طلب سائق توصيل الطعام بشأن ما يُزعم أنه خسارة في الدخل، لأنه لم يعد يجرؤ على القيادة ليلاً منذ الحادثة، إلى المحاكم المدنية (Zivilgericht). فيما بُرِّئ الجد الذي كان الوحيد الذي لم يشارك في الضرب.
