العلاقات السامّة وفكّ التعلّق.. بقلم: لينا جرّار

في السنوات الأخيرة، انتشر مصطلح “العلاقات السامّة وفكّ التعلّق”. ولكن!!

ماذا لو كانت تلك العلاقات تشير إلى ارتباطنا بأفكار هدّامة وسلوكيات مدمّرة للثقافة والمجتمعات؟

الحياة سلسلة من العلاقات والتجارب، ولكن بعضها يصبح عبئًا سامًا يمنعنا من المضي قُدمًا. البقاء عالقًا في الأحقاد ونزعات الانتقام الداخلية لا يغيّر الماضي، بل يثقل الحاضر ويمحو المستقبل.

لينا جرار كاتبة فلسطينية

 التحرر من هذه القيود هو الخطوة الأولى نحو بناء حياة مليئة بالسلام الداخلي والإنتاجية.

الشباب عماد المجتمع؛

الشباب هم اللبنة الأساسية لبناء الأوطان. مستقبل أي أمة مرهون بقدرة شبابها على الابتكار وصناعة التغيير. هذا لن يتحقق إلا من خلال غرس القيم الراسخة التي تبني عقولًا واعية وأرواحًا مبدعة. الأفكار الخلّاقة ليست خيارًا إضافيًا، بل ضرورة حتمية لنهضة الأجيال المتعاقبة.

أنت نتاج أفكارك؛

إذا كانت أفكارك ناضجة وإيجابية، ستتقدم حياتك. أما إذا غلبت عليك السلبية أو الاتكال، فلن تحقق شيئًا. المنافسة الشريفة ليست مع الآخرين فقط، بل هي أساسًا مع نفسك، فهي ما يدفعك لتكون النسخة الأفضل من ذاتك. كل يوم هو فرصة لتحسين نفسك، لا لتكرار الأخطاء أو الاستسلام للتحديات.

فراغ الفكر في المحتوى الرقمي؛

لكن مؤخرًا، تصادفني محتويات مؤلمة على منصات التواصل الاجتماعي تكشف عن فراغ فكري وروحي لدى بعض الشباب. 

الشاب الذي يبحث فقط عن المساعدات دون السعي للعمل أو التطوير هو لبنة ضعيفة في أساس المجتمع. كذلك، المراهق الذي يترك بقايا طعامه في الأماكن العامة يعكس فوضى داخلية، ولن يتمكن من ترتيب وطن أو تنظيف عاداته الاجتماعية المتردية.

المؤثرون بين البناء والهدم؛

أما المؤثرون، فهم سلاح ذو حدين. بدلاً من توجيه الشباب نحو القيم والعمل، يساهم كثير منهم في إرساء صورة سلبية عبر الترويج للتفاهة والفراغ. لن نتغلب على الصورة المشوهة التي رسمها الإعلام العالمي عنا، إلا إذا واجهنا أنفسنا بصدق وبدأنا في خلق محتوى بناء يعيد إحياء القيم الحقيقية لمجتمعاتنا اينما وجدنا.

الأوطان تُبنى بالعمل

لا يكفي أن نتباهى بتاريخ لم نصنعه. الأوطان تُبنى بالعمل لا بالكلام، وبالعقول النشطة لا الأمجاد الماضية. 

علينا أن نضع أيدينا معًا، نزرع قيم التقدم، ونكتب مستقبلًا جديدًا لأجيال تحلم وتعمل لتحقق الانتصار بالفكر والعطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى