الفاتيكان يرسل مفتشين إلى دير Heiligenkreuz بالنمسا السفلى للتحقيق في شبهات إساءة وتشهير
فيينا – INFOGRAT:
يواجه دير هايلجنكرويتس (Stift Heiligenkreuz)، أحد أبرز الأديرة السيسترسية في النمسا، أزمة متعددة الأوجه تتعلق باتهامات خطيرة من بينها مزاعم بالإساءة، ومحسوبيات في التعيينات، ورسائل غامضة مجهولة المصدر. وقد دفعت هذه التطورات كلًّا من الكرسي الرسولي (الفاتيكان) والسلطات النمساوية إلى فتح تحقيقات متوازية في ما وصفه البعض بـ”قضية كنسية تهزّ الرأي العام”.
وبحسب صحيفة Heute النمساوية، في خطوة نادرة، أعلن الفاتيكان عن إجراء “زيارة رسولية” (Apostolische Visitation) إلى الدير، بقرار صادر بتاريخ 5 يونيو من قبل مجمع معاهد الحياة المكرسة والمجتمعات الرسولية، ووقعه كل من أيتور خيمينيز إشافي (نائب الأمين العام للمجمع) والكاردينال أنخل فرناندز أرتيمه، المعين من البابا فرنسيس.
في مقدمة الوثيقة، وُجهت الرسالة إلى الأب ماكسيميليان، رئيس الدير، وجميع الرهبان، جاء فيها:
“نتوجه إليكم بشأن عدد من الإشارات التي تلقاها هذا المجمع حول الإدارة والقيادة داخل دير هايلجنكرويتس”.
وجاء في نص القرار أن هدف الزيارة هو:
- الحصول على صورة دقيقة وشاملة عن الوضع الحالي للدير.
- تقييم الأساليب القيادية والسلوك الإداري لرئيس الدير.
- التأكد من مدى الالتزام بالقانون الكنسي وقواعد الرهبنة.
- دعم المجتمع الرهباني في مسار “التجديد الداخلي” ومعالجة أي أزمات بروح من “الحقيقة والأخوّة”.
وقد عُيّن لهذه المهمة كل من:
- الأب جيريميا شرودر (Jeremias Schröder)، الرئيس الأعلى للرهبنة البندكتينية.
- الأخت كريستين رود (Christine Rod)، من جماعة “مرسلات المسيح”.
رسائل مجهولة تثير الريبة وتحرك السلطات
التوتر في الدير لم يأتِ فقط من جانب الفاتيكان، إذ وردت عشرات الرسائل المجهولة (نحو 40 إلى 50) خلال الأشهر الأخيرة إلى جهات مختلفة، تحمل اتهامات صريحة بوقوع إساءات جنسية وانتهاكات إدارية. وقد أثارت هذه الرسائل قلقًا واسعًا، مما دفع الدير نفسه إلى إبلاغ السلطات.
ومنذ 24 مارس 2025، أصبحت القضية رسميًا بيد النيابة العامة في فينر نويشتات. وقال المتحدث باسمها، إريش هابيتسل، لصحيفة Heute:
“نحقق حاليًا في شبهات الابتزاز والتشهير ضد مجهولين، ونركّز على تحديد هوية مرسلي الرسائل”.
وأكد ستيفان فاندلر، مدير مكتب التحقيقات الجنائية في ولاية النمسا السفلى (LKA NÖ)، أن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولى، وأن الرسائل تخضع حاليًا للفحص الفني والجنائي.
الفاتيكان: تركيز خاص على مزاعم الإساءة
في بيان الفاتيكان، تم التأكيد على أن من ضمن محاور الزيارة:
- التحقق من طريقة التعامل مع مزاعم الإساءة.
- تقييم مدى جدية الإجراءات المتخذة.
- مراجعة مستوى الشفافية الداخلية وآليات المتابعة.
- فحص كيفية اختيار الرهبان الجدد، وبرامج التكوين والتدريب.
وأُشير إلى أن الرهبان والمطلعين يمكنهم التواصل مع الزائرين “في إطار آمن وبكل حرية”، وأن للوفد صلاحية غير محدودة للاطلاع على جميع المستندات ذات الصلة، على أن يتحمّل الدير التكاليف المالية للزيارة.
تعليق رسمي من دير هايلجنكرويتس
وفي بيان سابق صدر عن إدارة الدير تعليقًا على الزيارة الرسولية، جاء فيه:
“نرحب بهذه الخطوة كدليل دعم من الكرسي الرسولي، تهدف إلى ضمان تطور مستدام للدير وحمايته من المخاطر الداخلية والخارجية”.
حتى الآن، لم تُثبت أي تهم وتبقى قرينة البراءة سارية بحق جميع المعنيين، كما أكدت السلطات.



