الفقراء يدفعون والأغنياء يلوّثون.. ذوو الدخل المنخفض أكثر تأثرًا بموجات الحر في النمسا

فيينا – INFOGRAT:

كشفت دراسة أجرتها هيئة الإحصاء النمساوية (Statistik Austria) بتكليف من غرفة العمل في فيينا (AK Wien) أن الأشخاص ذوي الدخل المنخفض يعانون بشكل أكبر من موجات الحر مقارنةً بأصحاب الدخل المرتفع، خاصة النساء والشباب دون سن الثلاثين، وأظهرت البيانات أن العبء النفسي والجسدي الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة أصبح مشكلة متزايدة التأثير على السكان، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

وشملت الدراسة أكثر من 8,000 مشارك، طُلب منهم تقييم شعورهم الذاتي تجاه الإجهاد الحراري، حيث أظهرت النتائج ارتفاعًا ملحوظًا في الإحساس الشديد بالتأثر من 13% في عام 2019 إلى نحو 18% في عام 2024.

وبحسب التحليل، فإن 51% من ذوي الدخل المنخفض أبلغوا عن شعورهم بتأثر قوي أو قوي جدًا من درجات الحرارة المرتفعة، مقارنة بـ46% في فئة الدخل المتوسط و42.3% في فئة الدخل المرتفع. وتبيّن أن الفئة الأكثر تضررًا كانت من النساء والشباب تحت سن الثلاثين ممن يعيشون بدخل منخفض.

فقد أظهرت البيانات أن 62% من الأشخاص دون الثلاثين عامًا وذوي الدخل المنخفض شعروا بعبء حراري قوي أو قوي جدًا، أي أكثر بـ11 نقطة مئوية من متوسط هذه الفئة. وتقلّ شدة هذا الشعور مع تقدم العمر، إلا أن الباحثة Alexandra Wegscheider-Pichler أوضحت أن النتائج تعكس الشعور الذاتي بالتأثر وليس الخطورة الصحية الفعلية.

وأضافت الباحثة أن الشباب يعيشون في كثير من الحالات بمناطق حضرية كثيفة، ما يفسّر جزئيًا ارتفاع الإحساس بالحر، لكن لا يعني ذلك أن كبار السن لا يعانون من الحر.

كذلك، أظهرت النساء في جميع الفئات دخليًا تأثرًا أعلى من الرجال: إذ قالت 54.5% من النساء ذوات الدخل المنخفض إنهن يشعرن بعبء حراري كبير، مقابل 45.4% من الرجال ضمن نفس الفئة. كما تقلّ هذه النسبة تدريجيًا لدى الجنسين مع ارتفاع الدخل.

أما من حيث الوضع السكني، فكان الأشخاص الذين يعيشون في منازل منفصلة محاطة بالخضرة أقل عرضة للشعور بالإجهاد الحراري، في حين زاد التأثر بين قاطني الأبنية متعددة الطوابق في المناطق الحضرية. وبلغت نسبة المتأثرين من ذوي الدخل المتوسط في بنايات تضم أكثر من 20 وحدة سكنية حوالي 62.6%، وهي النسبة الأعلى.

كذلك، أفاد سكان الشقق المؤجرة بمستويات تأثر أعلى تتراوح بين 52.2% و55.5%، حسب فئات الدخل، بينما أبلغ 40% فقط من مالكي الشقق عن شعور مشابه. كما أشارت الدراسة إلى أن العبء الحراري يرتفع مع زيادة حجم التجمع السكاني.

في هذا السياق، دعا Matthias Schnetzer، رئيس قسم الاقتصاد والإحصاء في غرفة العمل في فيينا، إلى التحرك العاجل، قائلاً: “هنا تبدأ مناقشة عدم المساواة، فليس كل الناس يسببون أزمة المناخ بنفس القدر، وليسوا جميعًا متأثرين بها بنفس المستوى.”

وأضاف أن الأشخاص ذوي الدخل المنخفض يعانون أكثر من آثار موجات الحر، في حين أن ذوي الدخل المرتفع مسؤولون عن انبعاثات غازات دفيئة أكبر، ما يستدعي اعتماد عدالة اجتماعية في سياسات المناخ.

وطالبت غرفة العمل بـ:

  • استثمارات عامة في البنية التحتية الصديقة للبيئة
  • تدابير سياسية تراعي البعد الاجتماعي، مثل تسعير عادل لثاني أكسيد الكربون
  • حماية خاصة للعمال في ظل الأحوال الجوية القاسية
  • مساهمة مالية من الفئات الأكثر ثراءً لتمويل هذه السياسات

مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى