القضاء يبرّئ وزير العدل النمساوي الأسبق Brandstetter من تهمة الشهادة الزور

فييناINFOGRAT:

برّأت محكمة فيينا يوم الخميس وزير العدل النمساوي الأسبق Wolfgang Brandstetter من تهمة الإدلاء بشهادة زور خلال جلسة استماع برلمانية في عام 2022، لعدم توافر الأدلة الكافية على تعمده الكذب، والحكم غير نهائي، حيث أعلن الادعاء عزمه الطعن فيه، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

واجه Brandstetter تهمة الإدلاء بمعلومة كاذبة عمدًا خلال شهادته في 31 مارس 2022 أمام لجنة تحقيق برلمانية كانت تبحث في مزاعم فساد طالت أعضاء من الحكومة المنتمية لحزب ÖVP. حيث زعم الوزير الأسبق حينها أنه لم يكن بمقدوره تسليم هاتفه المحمول في 25 فبراير 2021 لأنه تركه في منزله.

إلا أن التحقيقات اللاحقة أظهرت، استنادًا إلى بيانات الهاتف، أن الجهاز لم يكن في المنزل كما ادعى، بل كان موجودًا في مكتبه داخل Verfassungsgerichtshof (VfGH) – المحكمة الدستورية العليا – التي كان عضواً فيها آنذاك.

الادعاء: محاولة لتضليل لجنة التحقيق

كانت النيابة العامة في Innsbruck، المكلّفة بالتحقيقات، قد رأت في هذه التصريحات المتناقضة دليلًا على نية التضليل المتعمّد للجنة التحقيق. وأكدت أن Brandstetter تعمّد تقديم رواية غير صحيحة لإخفاء حقيقة تواجده بالجهاز في مقر عمله، حيث كان من المفترض أن يتم الحجز عليه.

الدفاع: حالة صحية سيئة و”ارتباك إدراكي”

لكن Brandstetter دافع عن نفسه أمام المحكمة، مؤكدًا أنه كان يعاني في يوم شهادته من التهاب رئوي حاد، ما أثّر على تركيزه، وقال: “كنت مريضًا بشكل واضح… كنت أعاني من مشاكل في التنفس، ولم أكن بكامل تركيزي. أنا آسف.”

وأشار إلى أنه تعرض قبل ذلك بفترة قصيرة لحادث سير خطير، ما تسبب له بـ”اضطراب إدراكي طفيف”، جعله ينسى أنه كان قد أحضر هاتفه من منزله في Waldviertel إلى مكتبه في فيينا. واستدرك قائلًا إنه تذكر ذلك بعد ساعتين من لقائه مع ممثلة الادعاء العام، فاتصل بمحاميه على الفور وأعاد الهاتف دون التلاعب به.

القاضي: الشك يفسر لصالح المتهم

قاضي المحكمة، Christoph Kraushofer، قال في تبرير قرار البراءة: “لا يمكن الجزم بما يكفي من اليقين بأن المتهم أدلى بشهادته الزور عن قصد.” وهو ما يعني أن الشك في النية والعمدية حال دون إدانته.

محاميه: جلسة التحقيق كانت أشبه بـ”محكمة سياسية”

من جانبه، دافع محامي Brandstetter، Georg Krakow، عن موكله، موضحًا أن حالته الصحية كانت متدهورة للغاية، حيث عانى سابقًا من “انسدادين رئويين”، وكان يشعر بضيق في التنفس داخل الأماكن المغلقة.

واعتبر Krakow أن التحقيق أمام اللجنة البرلمانية كان ذا طابع سياسي: “لقد شعر Brandstetter بالإذلال بعد تفتيش جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به من قبل النيابة والشرطة في المحكمة الدستورية، بحثًا عن هاتفه الخاص والمهني.”

وأكد أن موكله لم يكن يكذب عمدًا، بل كان مقتنعًا بصحة أقواله أثناء الإدلاء بها. وأضاف: “الذاكرة ليست شريط فيديو يمكن إرجاعه بدقة. هي أحيانًا غير دقيقة أو مختلطة أو خاطئة – وهذا أمر يحدث للجميع.”


مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى