اللاجئون الأفغان يحققون أفضل اندماج وظيفي في النمسا مقارنة بالسوريين والصوماليين
فيينا – INFOGRAT:
أظهر تقرير صدر في فيينا بتكليف من الصندوق النمساوي للاندماج (Österreichischer Integrationsfonds – ÖIF) أن غالبية اللاجئات اللاتي قدمن إلى النمسا في عام 2015 ما زلن حتى عام 2023 دون عمل، في ظل تفاوت كبير في نسب التشغيل بين النساء والرجال من هذه الفئة، في حين اندمج المهاجرون النظاميون من دول الاتحاد الأوروبي والدول الثالثة بسرعة أكبر في سوق العمل.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أوضح التقرير أن فقط 38% من النساء اللاجئات اللاتي وصلن إلى النمسا في عام 2015 عملن على الأقل لمدة 90 يوماً في عام 2023، مقارنة بنسبة 78% من نظرائهن الذكور، وقد أُجري هذا التحليل ضمن دراسة ميدانية موسعة حول مسارات التشغيل لمجموعات مهاجرة مختلفة.
نجاح نسبي للمهاجرين من أفغانستان مقارنة بسوريا والصومال
عند مقارنة المهاجرين من أفغانستان وسوريا والصومال، تبيّن أن الأفغان قد نجحوا بشكل أفضل في الاندماج في سوق العمل، فبعد مرور ثماني سنوات على وصولهم، بلغ معدل التشغيل بين الأفغان 69% (83% من الرجال و36% من النساء)، مقابل 63% بين السوريين والصوماليين (بين 77 و78% من الرجال و33% من النساء).
أما بالنسبة للمهاجرين النظاميين من دول الاتحاد الأوروبي، فقد كانت نسبة التشغيل في السنة الأولى 75%، ولدى المهاجرين من دول ثالثة قدموا في عام 2022، بلغت 74% بعد عام واحد فقط.
التأخر في دخول سوق العمل نتيجة لإجراءات اللجوء
أظهر التقرير أن معظم اللاجئين لا يصبحون جزءاً من سوق العمل في السنة الأولى بعد وصولهم إلى النمسا. وبالنسبة لأولئك الذين قدموا في عام 2015، يعود السبب في ذلك إلى طول فترة إجراءات اللجوء. بالإضافة إلى ذلك، استغرق اللاجئون ما بين 7 إلى 12 سنة للوصول إلى دخل يعادل ثلثي متوسط الدخل العام في البلاد.
جزء بقي، وآخر غادر
كشف التقرير أن 59% من طالبي اللجوء الذين وصلوا في عام 2015 ظلوا في النمسا، بينما غادر 70% من الذين تقدموا بطلب لجوء في عام 2022 البلاد في العام التالي، وكان من بينهم على وجه الخصوص أشخاص ضعفت فرصهم في الحصول على قرار لجوء إيجابي.
أثر موقع السكن على فرص الاندماج
لعب موقع الإقامة دوراً أساسياً في مدى نجاح الاندماج في سوق العمل. فقد كان اللاجئون وذوو الحماية الفرعية أكثر نجاحاً في غرب النمسا مقارنة بشرقها. فالأشخاص الذين عاشوا منذ بداية إقامتهم في عام 2015 في الغرب أو الوسط وظلوا هناك، حققوا في عام 2023 نسبة تشغيل تزيد عن 80%. في المقابل، أولئك الذين انتقلوا من هذه المناطق إلى الشرق، وخصوصاً فيينا، تراوحت نسبة تشغيلهم بين 59 إلى 62%.
تنقل مرتفع بين مواطني الاتحاد الأوروبي
وبحسب التقرير، بقي ثلثا المهاجرين النظاميين من دول ثالثة في النمسا بعد أربع إلى خمس سنوات من وصولهم. أما مواطنو الاتحاد الأوروبي فقد تميزوا بتنقل عالٍ، حيث غادر نصفهم النمسا بعد ثلاث إلى أربع سنوات من الإقامة.
العمل كوسيلة للاندماج
وفي تصريح صحفي مرفق بالتقرير، قالت وزيرة الاندماج Claudia Plakolm (من الحزب الشعبي النمساوي – ÖVP)، التي قدمت التقرير يوم الجمعة إلى جانب مؤلف الدراسة وخبير الهجرة Rainer Münz:”من يعيش بيننا يجب أن يصبح جزءاً منا”.
ورأت الوزيرة في العمل وسيلة لممارسة اللغة الألمانية المكتسبة والتواصل مع الناس.



