المخابرات النمساوية: إيران مستمرة في برنامجها النووي وتزود حماس وحزب الله وسوريين بالأسلحة
فيينا – INFOGRAT:
أصدر المكتب الاتحادي النمساوي لحماية الدستور (الجهة الأمنية المشابهة لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI) تقريرًا استخباراتيًا جديدًا يوم الاثنين يؤكد أن إيران تواصل تطوير برنامجها النووي العسكري بشكل متقدم، مع وجود ترسانة متنامية من الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية لمسافات بعيدة. ويأتي هذا التقرير ليخالف التقييم الرسمي لوكالة الاستخبارات الأمريكية (ODNI)، التي أبدت في مارس الماضي تقييمًا معاكسًا، حيث أكد مديرها تولسي غابارد أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي أن المجتمع الاستخباراتي الأمريكي “لا يزال يرى أن إيران لا تبني سلاحًا نوويًا، وأن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لم يأذن ببرنامج أسلحة نووية تم تعليقه منذ 2003.”
وبحسب صحيفة foxnews الأمريكية، ذكر التقرير النمساوي أن “جمهورية إيران الإسلامية تسعى إلى إعادة تسليح شاملة تشمل الأسلحة النووية لجعل النظام منيعا أمام أي هجوم، ولتوسيع وتعزيز سيطرتها في الشرق الأوسط وما وراءه.” وأكد التقرير أن البرنامج النووي العسكري الإيراني “متقدم جدًا” وأن إيران تمتلك قدرات صاروخية متطورة لتوصيل رؤوس نووية لمسافات بعيدة.
كما أشار التقرير إلى أن إيران طورت شبكات متقدمة لتجنب العقوبات الدولية، وهو الأمر الذي أفاد روسيا، مما يزيد من تعقيد الجهود الدولية لوقف برنامج إيران النووي.
تأثير التقرير على جهود السلام الأمريكية
يأتي هذا التقرير ليشكل عقبة محتملة في مساعي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لحل الأزمة النووية مع النظام الإيراني، إذ يوحي التقرير بأن طهران لن تتخلى عن سعيها لحيازة السلاح النووي. وردًا على التقرير، أكد مسؤول في البيت الأبيض لصحيفة فوكس نيوز أن “الرئيس ترامب ملتزم بعدم حصول إيران على سلاح نووي أو القدرة على بنائه.”
إيران كدولة راعية للإرهاب وتهديد ديمقراطية النمسا
ذكر التقرير أن إيران تم ذكرها 99 مرة في تقرير من 211 صفحة يتناول التهديدات التي تواجه الديمقراطية في النمسا، مشيرًا إلى أن فيينا تضم واحدة من أكبر السفارات الإيرانية في أوروبا، التي يستخدمها جهاز المخابرات الإيراني لتغطية نشاطاته الاستخباراتية. وأضاف التقرير أن إيران تمتلك خبرات في تطوير وتنفيذ استراتيجيات لتجاوز العقوبات، وتأمين معدات عسكرية وتقنيات حساسة تنتشر في برامج الأسلحة.
ملفات إيرانية أمنية في أوروبا
استذكر التقرير قضية الدبلوماسي الإيراني السابق أسد الله أسدي الذي أدين في محكمة بلجيكية عام 2021 بتدبير تفجير اجتماع معارضين إيرانيين في باريس عام 2018، حيث حضر الحدث وقتها عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس ترامب.
آراء الخبراء حول التباين بين تقييمات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية
علق ديفيد ألبرايت، فيزيائي ومؤسس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، قائلاً إن تقرير ODNI الأمريكي “عالق في الماضي” ويعتمد على تقدير استخباراتي خاطئ صدر في 2007. وأكد أن التقييمات الألمانية والبريطانية والأوروبية عموماً تتفق على أن برنامج الأسلحة النووية الإيراني لم يتوقف في 2003 كما زعمت الاستخبارات الأمريكية. وأشار إلى أن تقرير النمسا “واضح جدًا” في توصيفه لاستمرار طهران في برنامجها النووي.
جهود إيران للالتفاف على العقوبات ومواصلة تطوير الأسلحة النووية
كانت تقارير استخبارات أوروبية قد كشفت في 2023 عن محاولات إيرانية مستمرة لتجاوز العقوبات الأمريكية والأوروبية بهدف الحصول على التكنولوجيا اللازمة لتطوير سلاح نووي، رغم الاتفاق النووي الموقع عام 2015 (JCPOA).
إيران وتزويد الجماعات المسلحة بالأسلحة
أكد التقرير النمساوي أيضًا أن إيران تزود حركات إرهابية مصنفة من قبل الولايات المتحدة مثل حماس وحزب الله، وكذلك ميليشيات النظام السوري المخلوع بالأسلحة، ما يعزز دورها كدولة راعية للإرهاب.



