النمسا الأولى أوروبياً في السفر بالقطار مع 1.597 كلم للفرد عام 2023
فيينا – INFOGRAT:
شهدت النمسا في عام 2023 زيادة ملحوظة في استخدام القطارات، حيث تصدّرت دول الاتحاد الأوروبي من حيث عدد كيلومترات السفر بالقطار لكل فرد، متجاوزةً بذلك الرقم القياسي المسجل عام 2019، وسط توجه عام نحو الاستدامة في قطاع النقل وتطورات تكنولوجية تهدف إلى تحسين البنية التحتية للسكك الحديدية وتكثيف استخدامها.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أفاد تقرير صادر عن هيئة تنظيم النقل الأوروبية (IRG-Rail) أن النمسا سجلت عام 2023 ما معدله 1.597 كيلومتر من السفر بالقطار للفرد الواحد، ما يجعلها تتصدر دول الاتحاد الأوروبي، متقدمة على فرنسا (1.542 كلم) والسويد (1.261 كلم)، محققة بذلك رقماً قياسياً جديداً تجاوز الرقم المسجل في عام 2019.
كما ارتفع إجمالي عدد الكيلومترات التي قطعها الركاب داخل النمسا بنسبة 12%، وهي نسبة تعادل المتوسط في 31 دولة أوروبية شملها التقرير، وبرزت دول مثل كرواتيا (+41%) والمجر (+33%) بزيادات لافتة، فيما سجلت اليونان انخفاضاً بنسبة 37% نتيجة كوارث طبيعية وحادث قطار مأساوي.
تغيّرات سلوكية بسبب العمل عن بُعد
أشارت السكك الحديدية النمساوية (ÖBB) إلى أن عدد الركاب تجاوز في عام 2024 للمرة الأولى نصف مليار راكب، من بينهم 300 مليون راكب استخدموا خدمات السكك الحديدية، وعلى الرغم من هذا النجاح، حذّر فرانك ميشيلبيرغر (Frank Michelberger)، رئيس قسم تكنولوجيا السكك الحديدية والتنقل في جامعة العلوم التطبيقية في سانت بولتن (FH St. Pölten)، من أن بناء مسارات جديدة على نطاق واسع “لن يكون متاحاً في كل مكان”، داعياً إلى تحسين الاستفادة من البنية التحتية القائمة.
وأضاف ميشيلبيرغر أن العمل عن بُعد (Homeoffice) الذي ترسّخ خلال جائحة كورونا أدى إلى تغيّر في أنماط السفر، حيث بات العديد من الموظفين يعودون من فيينا إلى الولايات في أيام الخميس بدلاً من الجمعة، والعكس يوم الإثنين بدلاً من الأحد، ما وفر مرونة في أوقات الذروة وأثر إيجابياً على توزيع الأحمال في شبكات القطارات.
“Rail4Future”: مشروع رائد للرقمنة والربط الذكي
في سياق مواكبة التحول الرقمي، تعمل النمسا على تنفيذ مشروع بحثي متقدم بعنوان “Rail4Future”، يهدف إلى بناء نظام سكك حديدية رقمي ومترابط بالكامل. وأوضح مانفريد غرافينغر (Manfred Grafinger) من قسم المعلوماتية الميكانيكية وتطوير المنتجات الافتراضية بجامعة التكنولوجيا في فيينا (TU Wien) أن المشروع يتضمن محاكاة رقمية لمسارات القطارات تأخذ بعين الاعتبار تفاعل المركبات مع الجسور والأنفاق والمفترقات.
ويمكن من خلال هذه المحاكاة إرسال تشكيلات قطارات مختلفة افتراضياً عبر المسارات واختبار الضغط المتوقع خلال الأشهر والسنوات المقبلة، كما يمكن تتبع حالة المكونات الحيوية مثل السكك والمفاتيح عبر نظام ألوان شبيه بإشارات المرور: حيث يشير اللون الأخضر إلى حالة جيدة، بينما يعني الأصفر اقتراب الحاجة إلى صيانة، ويهدف النظام إلى منع الوصول إلى الحالة الحرجة (الأحمر).وصرّح شتيفان مارشنغ (Stefan Marschnig) من معهد هندسة السكك الحديدية والاقتصاد المروري بجامعة TU Graz أن هذا النظام يتيح تقييم قدرة البنية التحتية على التحمّل في ظل زيادة عدد القطارات وعدد الرحلات، وهو أمر حيوي في إطار الجهود الرامية إلى تحويل المزيد من حركة النقل من الطرق إلى السكك الحديدية، من خلال تكثيف تشغيل القطارات دون تعريض البنية التحتية للإنهاك.



