النمسا تبدأ خطوات أولية نحو إنشاء متحف للهولوكوست ضمن مراجعة مسؤوليتها التاريخية
فيينا – INFOGRAT:
أطلقت الحكومة النمساوية، اليوم، عملية بحث تمهيدية لإقامة متحف للهولوكوست، وذلك من خلال الشروع فعليًا بإجراء دراسة جدوى حول المشروع، كما تم الإعلان عنه خلال اجتماع مجلس الوزراء في فيينا، في إطار سعي رسمي لتعزيز ثقافة التذكّر وتحمل المسؤولية التاريخية تجاه الجرائم المرتكبة خلال الحقبة النازية.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، صرّح وزير الدولة Alexander Pröll – ألكسندر برول، عن حزب الشعب النمساوي (ÖVP)، قبل انعقاد الجلسة الحكومية، بأن الحكومة تعتزم في المرحلة الأولى الاطلاع على تجارب دولية رائدة في مجال مواقع التذكّر، مثل متحف “ياد فاشيم” في إسرائيل، إلى جانب فتح حوار مع منظمات معنية، مثل الطائفة الدينية اليهودية في النمسا (Israelitische Kultusgemeinde)، وذلك من أجل ضمان انخراط المجتمعات المتأثرة في تصور المشروع منذ بدايته.
من جانبها، شددت وزيرة الدولة Michaela Schmidt – ميكائيلا شميدت، عن الحزب الاشتراكي النمساوي (SPÖ)، على المسؤولية التاريخية التي تتحملها النمسا، مؤكدة أن النساء والرجال النمساويين لم يكونوا مجرد متفرجين أو تابعين خلال فترة الحكم النازي، بل كان بعضهم أيضًا من الجناة والمشاركين الفعليين في الجرائم.
وأوضحت شميدت أن الحكومة ستحرص، في إطار دراسة مشروع متحف الهولوكوست، على أن يتم تضمين دور النمسا كموقع للمسؤولية الجنائية والتاريخية في العرض المتحفي بشكل واضح. كما أعلنت عن توسيع البوابة الإلكترونية التعليمية “Erinnern.at – تذكّر.آت”، والتي تُعد أداة مبسطة وسهلة الوصول تهدف إلى التوعية بمواقع التذكّر المنتشرة في جميع أنحاء النمسا.
وفي إطار ردود الفعل السياسية، عبّر رئيس الكتلة البرلمانية لحزب NEOS، يانيك شتيتي – Yannick Shetty، عن ارتياحه لأن “هناك حكومة تتولى المسؤولية الآن وتتعامل بجدية مع مبدأ لن ننسى أبدًا” وتتبنى نهجًا صادقًا في إحياء ثقافة التذكّر. وأكّد أن إقامة متحف للهولوكوست ستكون بمثابة خطوة مؤسساتية لترسيخ هذه الثقافة، في ظل تصاعد معاداة السامية وخطاب الكراهية ضد الأقليات في أوروبا وفي النمسا.
وفي الختام، أكّد برول أن إحياء الذاكرة يتطلب موقعًا مركزيًا للتذكّر يُجسّد المسؤولية التاريخية للنمسا. إلا أن الحكومة لم تُحدّد جدولًا زمنيًا واضحًا لتنفيذ المشروع حتى الآن، ما يشير إلى أن هذه الخطوة لا تزال في بدايتها وتخضع لمزيد من الدراسة والتشاور.



