النمسا تتأهّب والجيش يحذّر: الاستعداد لانقطاع الكهرباء ضرورة بعد الانقطاع الشامل في جنوب أوروبا

حذّر الجيش النمساوي (Bundesheer) من احتمال تعرّض النمسا لانقطاع شامل في التيار الكهربائي (Blackout)، وذلك على خلفية الانقطاع الواسع الذي شهدته يوم الإثنين كل من إسبانيا، وأجزاء من جنوب فرنسا والبرتغال، والذي عطّل شبكات الاتصالات والإنترنت وحركة مترو الأنفاق، وسط ترجيحات متزايدة بوقوف هجوم سيبراني وراء هذه الحادثة، التي قد تُعدّ الأوسع من نوعها في تاريخ أوروبا حال تأكيدها.

وبحسب صحيفة Heute النمساوية، على ضوء هذه التطورات، نبّه المتحدث باسم الجيش النمساوي، ميشائيل باور (Michael Bauer)، إلى ضرورة التأهب على المستوى الوطني، مشيرًا إلى أن الاستعداد المسبق يمكن أن يخفف من الأعباء في حال وقوع أزمة مماثلة داخل النمسا، وقال باور: “إذا لم يكن أحد مستعدًا، فعلى الدولة أن تتحمل كامل العبء، أما إذا قام كل فرد بتحضير القليل في منزله، فسيستفيد الجميع”.

وفي تغريدة على منصة X، أعاد باور التذكير بكتيّب إرشادي أصدره الجيش عام 2021 حول التعامل مع سيناريوهات انقطاع الكهرباء، مؤكدًا أنه لا يزال صالحًا من حيث التوصيات، ولا سيما في ظل الأحداث الأخيرة في جنوب أوروبا.

الجيش النمساوي يؤمّن منشآته الحيوية

أكد باور أن الاستعدادات في الجيش النمساوي تسير بأقصى طاقتها، حيث يجري العمل على تأمين نحو 100 منشأة عسكرية ضد أي انقطاع محتمل، وتشمل هذه الاستعدادات ضمان توفير الكهرباء، ومياه الشرب، والإمدادات الغذائية، إلى جانب القدرة على تشغيل الأنظمة الصحية ومحطات الوقود العسكرية بشكل مستقل ولمدة 14 يومًا متواصلة.

الأسباب قيد التحقيق… والاشتباه في هجوم سيبراني

ووفقًا لما صرّح به رئيس حكومة إقليم الأندلس الإسباني، خوانما مورينو (Juanma Moreno)، فإن مراكز الأمن السيبراني المحلية ترجّح أن يكون الانقطاع نتيجة هجوم إلكتروني واسع النطاق، وأضاف أن حجم الانقطاع لا يمكن تفسيره سوى عبر تدخل خارجي رقمي، على الرغم من بقاء فرضيات أخرى قائمة مثل اندلاع حريق أو مشاكل في تزامن شبكة الكهرباء.

إعادة التيار في فرنسا وتحذيرات أوروبية متزايدة

وفي حين بدأت فرنسا في استعادة شبكة الكهرباء بالكامل، لا تزال التحقيقات جارية في إسبانيا والبرتغال، وسط دعوات أوروبية متزايدة لتعزيز الحماية الإلكترونية لشبكات البنية التحتية الحيوية.وتأتي هذه التطورات لتؤكد تحذيرات سابقة من خبراء في الداخل والخارج، وكذلك من هيئات الدفاع المدني، الذين نبّهوا مرارًا إلى احتمال حدوث انقطاعات مفاجئة وشاملة، مع التأكيد على ضرورة تبنّي استراتيجيات وقائية فعالة على المستويات الفردية والمؤسسية على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى