النمسا تحيي الذكرى السبعين لمعاهدة الدولة بالتأكيد على الحياد وتفعيل المبادئ

احتُفل في البرلمان النمساوي بالذكرى السبعين لتوقيع معاهدة الدولة، حيث جرى التأكيد على ضرورة إحيائها وتجسيد مبادئها في ظل الصراعات الدولية الراهنة، والتشديد على التمسك بالحياد الدائم للنمسا.

انطلقت صباح اليوم فعاليات الاحتفال بالذكرى السبعين لتوقيع معاهدة الدولة النمساوية (Staatsvertrag) في البرلمان، بتأكيدات واضحة على الالتزام بـ الحياد الدائم (immerwährende Neutralität) للنمسا، الذي يُعدّ أحد المبادئ الأساسية المنبثقة عن المعاهدة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، خلال الاحتفال الرسمي، شدّد أعضاء رئاسة المجلس الوطني (Nationalrat) الثلاثة، وهم فالتر روزنكراينتس (Walter Rosenkranz) عن حزب FPÖ، وبيتر هاوبنر (Peter Haubner) عن حزب ÖVP، ودوريس بوريس (Doris Bures) عن حزب SPÖ، على أنّ معاهدة الدولة ليست مجرد وثيقة تاريخية، بل مسؤولية حيّة يجب تفعيلها وتعزيز حضورها، خاصة في ظل التوترات والصراعات الدولية المتزايدة.

فيشر وكول: شهادات من زمن ما بعد الحرب

شهد الاحتفال أيضاً مشاركة شخصيات بارزة من شهود العصر، هما الرئيس الاتحادي الأسبق هاينتس فيشر (Heinz Fischer) من حزب SPÖ، والرئيس السابق للمجلس الوطني أندرياس كول (Andreas Khol) من حزب ÖVP، حيث استعرضا تجارب شخصية وذكريات من حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، مؤكدَين على الأهمية المتجددة للمعاهدة في ضمان الاستقلال والسلام.

أمسية رمزية في بلفيدير

أضفى كورال فيينا للأولاد (Wiener Sängerknaben) طابعاً موسيقياً مميزاً على مراسم الاحتفال في البرلمان.

وفي وقت لاحق من المساء، وجّهت رئاسة المستشارية الفيدرالية (Bundeskanzleramt) دعوة إلى حدائق قصر بلفيدير (Schlossgarten des Belvedere)، وهو الموقع التاريخي الذي شهد توقيع الوثيقة في عام 1955. وتتضمّن الفعالية هناك عرضاً شرفياً خاصاً من الجيش النمساوي (Bundesheer)، في تكريم رمزي لتلك اللحظة التاريخية التي أرست أسس السيادة والاستقلال الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى