النمسا تدرس ترحيل منفذ هجوم قطار “ICE” الألماني إلى سوريا بعد بدء إجراءات سحب الحماية
فيينا – INFOGRAT:
نفّذ شاب سوري يبلغ من العمر 20 عامًا، يقيم في فيينا، هجومًا دامياً بمطرقة وفأس داخل قطار “ICE” في ألمانيا يوم الخميس 3 يوليو 2025، ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، بينهم امرأة بجروح خطيرة، فيما أعلنت السلطات النمساوية اليوم الجمعة أن المشتبه به ليس مجهولًا لديها، بل سبق أن تقدم بطلب لجوء في البلاد وأدين قضائيًا مرتين.
أعلنت وزارة الداخلية النمساوية (Bundesministerium für Inneres – BMI) في بيان رسمي صدر اليوم الجمعة الموافق 4 يوليو 2025، أن المهاجم السوري، الذي ارتكب جريمة مروعة داخل قطار “ICE” الألماني، كان قد تقدم بطلب لجوء في النمسا عام 2021، وبحسب ما أوضحه البيان، فقد خضع لعملية تحديد العمر من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء (Bundesamt für Fremdenwesen und Asyl – BFA)، وتقرر في عام 2022 أنه قاصر، مما خوله للحصول على صفة الحماية الدولية داخل النمسا.
لكن المعطيات الأمنية والقضائية اللاحقة كشفت عن منعطف خطير في مسار هذا الملف، حيث ثبت أن الشاب السوري أدين مرتين بأحكام قضائية نهائية، إحداها تتعلق بـ”الاعتداء الجسيم”، والأخرى بمحاولة “مقاومة السلطات”، ووقعت هذه الحوادث في شهر فبراير ونهاية أبريل من عام 2025، ما دفع المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء إلى فتح إجراءات إدارية في مايو الماضي تهدف إلى سحب وضع الحماية منه وفقًا للقانون النمساوي.
وفي بيانه، شدد المكتب على أن: «الإجراءات السريعة في قضايا الأجانب وقرارات الترحيل تُعد جزءًا من سياسة لجوء حازمة تعتمدها الدولة»، وأكد على أن تنفيذ القرارات سيتم بصرامة حال استيفاء الشروط القانونية، في إشارة ضمنية إلى إمكانية ترحيل منفذ الهجوم لاحقًا، خاصةً إذا ثبت انتهاء الحماية الممنوحة له.
ويكتسب الموقف تعقيدًا إضافيًا بعد أن تم، يوم الخميس، ترحيل لاجئ سوري آخر من النمسا إلى سوريا فور انتهاء محكوميته، في خطوة وُصفت من قبل وسائل الإعلام النمساوية بأنها تمثل سابقة قانونية على مستوى الاتحاد الأوروبي.
أما بشأن تفاصيل الجريمة، فقد وقعت داخل قطار سريع من طراز “ICE” كان متجهًا من ألمانيا إلى العاصمة النمساوية فيينا. ووفقًا لتقارير إعلامية وشهادات شهود العيان، فقد استخدم المهاجم مطرقة وفأسًا في تنفيذ هجومه، مما تسبب في إصابة أربعة ركاب، من بينهم امرأة سورية أُصيبت بجروح خطيرة، إضافة إلى ابنها البالغ من العمر 15 عامًا، وشاب سوري يبلغ من العمر 24 عامًا، فضلًا عن رجل يبلغ من العمر 38 عامًا لم تُحدد جنسيته بعد.
وأكد وزير داخلية ولاية بافاريا، يواخيم هيرمان (Joachim Herrmann – CSU)، أن الشاب المهاجم تحدث إلى ضحاياه قبل تنفيذ الهجوم مباشرة، ما يرجح أنه كان على علم بخلفياتهم القومية. وأشار إلى أن هناك مؤشرات قوية على أن المشتبه به كان يعلم بأن الضحايا من الجنسية السورية، ما يثير احتمال أن يكون قد استهدفهم عمدًا بناءً على خلفيتهم العرقية. وتواصل السلطات المختصة التحقيق في هذا الجانب الحساس، إذ يمثل تحديد دوافع الجريمة عنصرًا أساسيًا في الإجراءات القضائية الجارية.تجدر الإشارة إلى أن نحو 500 راكب كانوا على متن القطار لحظة وقوع الحادث، وقد وصفت بعض وسائل الإعلام الرحلة بأنها تحولت إلى “رحلة رعب”، فيما سارعت السلطات الألمانية إلى توقيف المهاجم ونقله إلى التحقيق تمهيدًا لعرضه على قاضي التحقيق للنظر في إمكانية توقيفه احتياطيًا.



