النمسا تدين هجوم مانشستر الإرهابي الذي نفذه بريطاني من أصول سورية وتؤكد رفضها لتصاعد معاداة السامية في أوروبا
في أعقاب الهجوم الدموي الذي وقع أمام كنيس يهودي في مدينة مانشستر البريطانية وأسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة، عبرت النمسا عن صدمتها وإدانتها الشديدة، المستشار النمساوي Christian Stocker وصف استهداف المصلين في يوم يوم كيبور، أقدس الأعياد اليهودية، بأنه “عمل مشين لا يمكن تبريره”، مؤكداً في منشور على منصة X أن “معاداة السامية لا مكان لها في أوروبا”، أما وزيرة الخارجية Beate Meinl-Reisinger فقد شددت على ضرورة مواجهة الاعتداءات المعادية لليهود “بحزم”، محذرة من أن خسارة المعركة ضد معاداة السامية تعني “أننا نفقد أنفسنا”، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
الهجوم
الشرطة البريطانية أكدت أن الحادث الذي وقع صباح الخميس في شمال مانشستر يحمل طابعاً إرهابياً. المتهم، وهو مواطن بريطاني يبلغ من العمر 35 عاماً من أصول سورية، لقي مصرعه بعد دقائق قليلة برصاص الشرطة. كما اعتُقل ثلاثة مشتبه بهم آخرين، بينهم امرأة ستينية، للاشتباه في تورطهم في التحضير والتحريض على أعمال إرهابية.
وبحسب شرطة مانشستر، صدم المنفذ المارة بسيارته قبل أن يهاجم بسكين المصلين المتجمعين في كنيس Heaton Park Hebrew Congregation في حي Crumpsall، حيث قُتل شخصان من أبناء الطائفة اليهودية. تدخل قوات الأمن حال دون اقتحام المنفذ للكنيس بفضل شجاعة المصلين ويقظة عناصر الأمن.
ذعر بسبب الاشتباه في حزام ناسف
أعلنت الشرطة أنها أطلقت النار على المهاجم بعد سبع دقائق فقط من تلقي البلاغ الأول، لكن تأكيد وفاته تأخر ساعات بسبب الاشتباه في حمله حزاماً ناسفاً. فريق متخصص في تفكيك المتفجرات استُدعي إلى المكان، في حين فُرض طوق أمني واسع وأُبقي المصلون داخل الكنيس إلى أن تم تأمين الموقع.
ردود فعل رسمية في بريطانيا
رئيس الوزراء البريطاني Keir Starmer وصف الحادث بأنه “مروّع”، مشيراً إلى أن وقوعه في يوم كيبور يجعله “أكثر بشاعة”. وأضاف أن الحكومة ستعزز إجراءات حماية المعابد اليهودية في مختلف أنحاء بريطانيا، مؤكداً ضرورة “التصدي بوضوح لانتشار الكراهية ضد اليهود”.
العائلة المالكة البريطانية أصدرت بدورها بيانات تعاطف، حيث عبّر الملك Charles عن “حزنه العميق”، فيما أكد ولي العهد الأمير William وزوجته الأميرة Kate أن أفكارهما مع الضحايا وعائلاتهم.
صدى دولي
الهجوم أثار أيضاً ردود فعل واسعة خارج بريطانيا. في إسرائيل، وصف رئيس الوزراء Benjamin Netanjahu العملية بـ”العمل الإرهابي الهمجي”، فيما اتهم وزير الخارجية Gideon Saar السلطات البريطانية بالتقاعس عن مواجهة موجة معاداة السامية.
النمسا انضمت إلى الدول الأوروبية التي نددت بالحادث، مشددة على ضرورة مواجهة تصاعد العداء لليهود في القارة.



