النمسا ترحّل مجرماً سورياً إلى بلاده في أول عملية من نوعها منذ 15 عاماً
فيينا – INFOGRAT:
نفّذت وزارة الداخلية في النمسا أول ترحيل رسمي لمجرم سوري إلى بلده منذ 15 عاماً، وذلك رغم الظروف الإقليمية وتعقيدات المجال الجوي. واعتُبر هذا الإجراء بداية سياسة أكثر صرامة في التعامل مع طالبي اللجوء المدانين بجرائم.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أعلنت وزارة الداخلية النمساوية، اليوم، أنها قامت بترحيل أحد المجرمين السوريين إلى وطنه، في أول عملية ترحيل من هذا النوع تنفّذها الدولة الأوروبية منذ 15 عاماً، وجاء في بيان الوزارة أنّ هذه الخطوة تمّت على الرغم من التحديات التي فرضتها التطورات في الشرق الأوسط، ولا سيّما الإغلاق المؤقت للمجال الجوي السوري في الأسبوع الماضي بسبب تصاعد النزاع في المنطقة.
وكانت عملية الترحيل قد تأجلت في الأسبوع الماضي بسبب “إغلاق المجال الجوي فوق سوريا نتيجة تصاعد النزاع في الشرق الأوسط”، بحسب ما أوضحته السلطات النمساوية.
وصرّح وزير الداخلية النمساوي Gerhard Karner (غيرهارد كارْنَر)، المنتمي لحزب ÖVP (حزب الشعب النمساوي)، قائلاً: «إنّ الترحيل الذي تم اليوم يُعدّ جزءاً من سياسة لجوء صارمة وعادلة»، وأضاف Karner أنّ بلاده ستواصل هذا النهج بحزم، حتى في حالة سوريا، من خلال ما وصفه بـ«العمل الجاد والإصرار» على ترحيل المجرمين المدانين إلى خارج البلاد.
النمسا أول دولة أوروبية تقوم بترحيل رسمي إلى سوريا
ووفقاً لوزارة الداخلية، فإن النمسا أصبحت أول دولة أوروبية تنفذ في السنوات الأخيرة عملية ترحيل رسمية لمجرم سوري مباشرة إلى الأراضي السورية.
وأشار Karner إلى أنه كان قد زار سوريا في نهاية أبريل/نيسان الماضي، برفقة Nancy Faeser (نانسي فيزر)، وزيرة الداخلية الألمانية آنذاك. وخلال الزيارة، أجريا محادثات مع السلطات الجديدة في دمشق، وتم الاتفاق على “خطوات تنفيذية ملموسة” لإتمام عمليات الترحيل، بحسب بيان الداخلية.
تُعد عمليات الترحيل من الاتحاد الأوروبي إلى سوريا حالياً غير معتادة إطلاقاً، بحسب ما أكدته وزارة الداخلية النمساوية، مشيرةً إلى أن النمسا هي أول دولة أوروبية تمكّنت خلال السنوات الأخيرة من تنفيذ ترحيل رسمي لمجرم سوري إلى بلده الأصلي.
غير أن إحصائية صادرة عن Eurostat (يوروستات) تُشير إلى أن عشرات الأشخاص قد تم نقلهم من رومانيا والمجر إلى سوريا، من دون أن يتضح ما إذا كانت هذه الإعادات تمت بشكل رسمي أو ضمن ترتيبات غير مباشرة.
عودة طوعية بعد انهيار النظام
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في أواخر عام 2024، عاد 350 مواطناً ومواطنة من سوريا كانوا يقيمون في النمسا بشكل طوعي إلى بلدهم الأصلي، وفقاً لما أعلنته وزارة الداخلية، وتُفهم هذه العودة على أنها غير قسرية، بل جاءت بناءً على قرارات فردية من السوريين المعنيين، وذلك في إطار برامج “العودة الطوعية”.
وقد كشفت النمسا ميديا أن الشاب السوري المرحل كان من أبرز أعضاء تنظيم داعش وذلك في حوار مصور أجري مع المحامية نيفين ساويرس.



