النمسا تسجل عام 2024 الأشد حرارة في تاريخها مع فيضانات كارثية
فيينا – INFOGRAT:
سجّلت النمسا في عام 2024، وفقاً لتقرير المناخ الصادر حديثاً، أكثر الأعوام حرارةً منذ بدء تسجيل البيانات، مصحوباً بظروف جوية قصوى تضمنت حرارة صيفية قياسية وفيضانات مدمرة. جاء هذا التقرير ليبرز تداعيات التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري على البلاد، مطالباً باتخاذ إجراءات فورية للحماية والتكيف مع هذه التغيرات.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، ففي العام الماضي، شهدت النمسا أطول فترات حرارة مسجلة وعدداً قياسياً من الليالي الاستوائية التي لم تنخفض فيها درجات الحرارة عن 20 درجة مئوية، حيث وصلت درجة الحرارة في وسط فيينا إلى 30 درجة أو أكثر خلال 52 يوماً، بينما بلغ عدد الليالي الاستوائية 53 ليلة، وهو رقم غير مسبوق سلبياً. وأشار التقرير إلى أن المناطق التي تقع تحت ارتفاع 500 متر شهدت في المتوسط 90 يوماً صيفياً، وهو ضعف المعدل المعتاد.
رافق هذه الموجات الحارة، في سبتمبر، كميات هطول أمطار قياسية أدت إلى فيضانات واسعة النطاق في أجزاء كثيرة من البلاد، وتسببت في أضرار جسيمة للمناطق المتضررة. وأوضح التقرير أن النمسا تعرضت بين 10 و16 سبتمبر لكمية أمطار تعادل أربعة أضعاف المعدل الشهري في منطقة النمسا السفلى (Niederösterreich)، مما أسفر عن خسائر مادية وبشرية، حيث أدى الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة إلى وفاة ستة أشخاص وتدمير البنية التحتية والمزارع، مع تكبد خسائر تُقدّر بمليارات اليورو.
تضمنت درجات الحرارة المرتفعة في العام الماضي أيضاً ظاهرة تسارع الربيع، حيث تجاوزت درجات الحرارة 30 درجة مئوية في منتصف أبريل للمرة الأولى على الإطلاق، مما تسبب في تفتح مبكر للنباتات، لكن مع حدوث موجة برد في أبريل ترافقت مع صقيع متأخر، ما أدى إلى أضرار جسيمة في زراعة الفواكه وكروم العنب بتكلفة تقدر بـ56 مليون يورو.
وأكد وزير المناخ النمساوي نوربرت توتشنيغ (Norbert Totschnig – ÖVP) أن «حماية المناخ تعني حماية من الكوارث»، مشدداً على أهمية اتخاذ تدابير تكيفية فعالة في جميع أنحاء البلاد لمواجهة المخاطر المتزايدة للأحداث الجوية القاسية التي تهدد السكان والاقتصاد والبيئة.
وقالت رئيسة مؤتمر مسؤولات حماية المناخ في الولايات، سارة شار (Sara Schaar – SPÖ)، إن التغير المناخي يشكل تحدياً متزايداً للجميع، ما يستدعي التعاون عبر الحدود المحلية والإقليمية للتعامل مع تداعياته بشكل أفضل.
من جانبه، أشار بيرند فوغل، المدير التنفيذي لصندوق المناخ والطاقة، إلى أن برامج مثل “مناطق نموذجية للمناخ والطاقة” (KEM) و”مناطق نموذجية لتكيّف تغير المناخ” (KLAR!) تمثل أدوات هامة للبلديات في مواجهة أزمة المناخ والتخفيف من آثارها.
من ناحيته، أكد البروفيسور هربرت فورماير، المدير العلمي للتقرير وأستاذ في جامعة بيدونغسوكولتور (Boku) في فيينا، أن التقرير لا يسلط الضوء فقط على المشكلات، بل يقدم أيضاً نتائج أبحاث وتوصيات عملية وأمثلة على أفضل الممارسات لدعم جهود حماية المناخ والتكيف معه.



