النمسا تعيد هيكلة إدارة حدودها للتركيز على الدوريات المرنة بدلاً من الرقابة الثابتة مع انخفاض أعداد الموقوفين

فييناINFOGRAT:

أعلنت النمسا عن إعادة هيكلة شاملة لإدارة حدودها، حيث تعتزم الاعتماد بشكل أكبر على نشر قوات مرنة في “المنطقة الحدودية” بدلاً من نقاط التفتيش الثابتة. ويهدف هذا النموذج الجديد إلى زيادة كفاءة مكافحة المهربين، بالإضافة إلى تقصير أوقات انتظار المسافرين عند المعابر، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

🚨 تحول في الاستراتيجية وتقليل محتمل لعدد الجنود

أعلن وزير الداخلية، Gerhard Karner (عن حزب الشعب ÖVP)، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، أن النمسا ستعيد ترتيب إدارة حدودها. فبدلاً من عمليات التفتيش الثابتة على الحدود، سيتم تحويل التركيز مستقبلاً إلى “المنطقة الحدودية” ككل. وأشار الوزير إلى أن سبب هذا التحول هو انخفاض أعداد الموقوفين حالياً. وبشكل عام، من المتوقع أن تصبح حماية الحدود من خلال هذا النموذج “أكثر فعالية ومرونة”. ومن المحتمل أن يؤدي هذا التغيير إلى تقليل عدد الجنود المنتشرين على الحدود. وقد وجه كل من حزب الحرية (FPÖ) والحزب الاشتراكي الديمقراطي في مقاطعة بورغنلاند انتقادات لهذه الخطة.

🛡️ دوريات في المنطقة الحدودية بدلاً من النقاط الثابتة

أكدت وزيرة الدفاع، Klaudia Tanner (عن حزب الشعب ÖVP)، أن عمليات المساعدة لدعم حماية الحدود “ستُمدد بالتأكيد”، مشددةً على أن الأمر سيتم بمرونة وبتكييف يتناسب مع الوضع. وقالت الوزيرة: “سنستمر في المساعدة على حماية الحدود”، لكنها أضافت أن الحاجة إلى هذه المساعدة قد تقل في المستقبل: “إذا انخفضت أعداد التوقيفات، فسيتم تخفيض عدد الجنود”. وبذلك، يمكن للجنود الذين سيتم إخلاؤهم “التركيز مرة أخرى على مهامهم الأساسية”. وأوضحت وزيرة الدفاع أن عمليات المساعدة كانت قد صُممت في الأصل لتكون “إجراءً مؤقتاً”. ويتم حالياً نشر 510 جندياً وجندية في مقاطعة بورغنلاند.

🗣️ ترحيب بتعزيز مكافحة التهريب وتسهيل الاقتصاد

وصف الأمين العام لحزب “النمسا الجديدة والمنتدى الليبرالي” (NEOS)، Douglas Hoyos، هذا اليوم بأنه “يوم تاريخي”، مشيراً إلى أن إعادة التنظيم ستسمح بـ “مكافحة المهربين بشكل أكثر كفاءة وقوة”، إضافة إلى منح “مزيد من الحرية للاقتصاد وتقصير أوقات انتظار الحدود”. وأشاد “Hoyos” بـ “المحادثات الجيدة والمليئة بالثقة” التي جرت داخل الحكومة وبين الشرطة والجيش الاتحادي.

من جانبه، أكد سكرتير الدولة، Jörg Leichtfried (عن الحزب الاشتراكي SPÖ)، أن نظام حماية الحدود الجديد يلبي معايير الإنسانية والقانون والنظام. وأضاف أنه بفضل هذا النموذج، يمكن “الاستجابة للظروف المتغيرة بطريقة أكثر استهدافاً وفعالية وديناميكية”.

🔎 تمديد الرقابة الحدودية والاعتماد على ثلاث مستويات

أوضح الوزير Karner أنه سيتم تمديد الضوابط الحدودية مع الدول المجاورة، وهي جمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر وسلوفينيا، لمدة ستة أشهر إضافية، أي حتى يونيو. لكنه أشار إلى أن عمليات التفتيش هذه سيتم تكييفها أيضاً مع نموذج إدارة الحدود الجديد، قائلاً: “حتى هنا، سنقوم في المستقبل بإجراء عدد أقل من عمليات التفتيش على نقاط العبور الحدودية، مقابل المزيد من عمليات التفتيش في المنطقة الحدودية”.

وتشمل عمليات التفتيش في المنطقة الحدودية، بحسب Karner، ثلاثة مستويات أساسية. المستوى الأول “الهام” هو حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وأكد أن “هذا أمر حاسم لكي يعمل ميثاق اللجوء الذي يدخل حيز التنفيذ في منتصف العام المقبل”. المستوى الثاني هو ما يسمى “الملاحقة المسبقة”، حيث ينتشر ضباط الشرطة النمساويون في دول العبور مثل غرب البلقان أو المجر في إطار “عملية فوكس”. أما المستوى الثالث فهو ما يسمى “التفتيش المتخفي” (Schleierfahndung). ويتم هذا التفتيش في العمق، وليس فقط على الحدود مباشرة، “لتوقيف المهربين بشكل مستهدف تماماً”.

في هذا السياق، سلط المدير العام للأمن العام، Franz Ruf، الضوء على عمل وحدة حرس الحدود “Puma”. ومن المقرر أن يتم استخدام طائرات بدون طيار (الدرونز)، والمروحيات، والكاميرات الحرارية في المستقبل. ووصف “Ruf” هذا الأمر بأنه “شبكة عنكبوتية من الكاميرات”. وسيتم إنشاء صورة للوضع في الوقت الفعلي بمشاركة جميع الأطراف الدولية المعنية. وستكون نتيجة هذا التحليل هي الأساس لمكافحة الهجرة غير الشرعية، بحيث يمكن استخدام الموارد “بشكل موجه وفي الوقت المناسب ومرن”، حسب تعبير “Ruf”.

😡 انتقادات من حزبي “الحرية” و”الاشتراكي” في “بورغنلاند”

من ناحية أخرى، رأى حزب الحرية (FPÖ) في إعادة تنظيم حماية الحدود “خدعة علاقات عامة سيئة من وزير الداخلية الفاشل كارنر وائتلاف الخاسرين”. وانتقد المتحدث باسم الأمن في الحزب الأزرق، Gernot Darmann، قائلاً إن الهدف من ذلك هو “تضليل الجمهور”، وأضاف: “14,325 طلب لجوء، معظمها من أفغان وسوريين، هذا العام وحده، هو دليل رقمي على أن شيئاً لا يسير في الاتجاه الصحيح على الإطلاق”. وشدد على أن “الجدار الوقائي الوحيد” هو “الوقف الفوري للجوء”.

ولم يكن تقييم الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مقاطعة بورغنلاند أقل حدة، وهو الحزب الذي كان قد ضغط قبل العرض الرسمي على ضرورة الإبقاء على الضوابط الحدودية. إذ يرى في حماية الحدود الجديدة “صفقة مُضللة على حساب الأمن في بورغنلاند“. وبحسب رئيس كتلة الحزب، Roland Fürst، فإن “تخفيف حماية الحدود” يعود إلى “الضغط لخفض النفقات” على المستوى الاتحادي. وحذر في بيان له من أنه حتى مع أدنى تغيير في طرق المهربين، ستصبح بورغنلاند مرة أخرى “نقطة ساخنة للهجرة غير الشرعية”.

أما حاكم مقاطعة النمسا العليا ورئيس حزب الشعب فيها، Thomas Stelzer، فقد أشار إلى أن البيانات الحالية الصادرة عن المفوضية الأوروبية تثبت أن “أوقات تقليص الضوابط الداخلية لم تحن بعد”، طالما أن الحماية الفعالة للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مفقودة. وشدد “Stelzer” على “تطوير شرطة الأجانب والحدود إلى وحدة حرس حدود مرنة” كما هو منصوص عليه في البرنامج الحكومي للائتلاف الثلاثي: “الهجرة غير الشرعية لم يتم احتواؤها، بل تظل تحدياً دائماً”. ولذلك، طالب بوضع هذه الوحدة في الخدمة الآن “بالإصرار المناسب والأولوية في الميزانية”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى