النمسا تنشر قوات على الحدود بعد تفشي الحمى القلاعية في المجر وسط مخاوف من هجوم بيولوجي
فيينا – INFOGRAT:
نشرت النمسا قواتها على الحدود المجرية بعد الاشتباه بعمل إرهابي بيولوجي على خلفية تفشي مرض الحمى القلاعية في أربع مزارع شمال غرب المجر، حيث أشارت الحكومة المجرية إلى احتمال أن يكون الفيروس المُكتشف مصنّعًا بشكل اصطناعي، ما دفع السلطات إلى تنفيذ عمليات إعدام جماعي للماشية المصابة وتشديد الإجراءات الحدودية.
في تطور أثار حالة تأهب إقليمي، أعلنت السلطات المجرية عن اكتشاف مرض الحمى القلاعية في أربع مزارع للماشية بشمال غرب البلاد، للمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عاماً، ما أدى إلى تنظيم عمليات ذبح جماعي للماشية المصابة، كما أصدرت الحكومة مرسوماً رسمياً لتحديد تعويضات المزارعين المتضررين.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد يوم أمس، صرّح “غيرغيلي غولياس” (Gergely Gulyás)، مدير مكتب رئيس الوزراء المجري، بأن الحكومة لا تستبعد احتمال أن يكون انتشار الفيروس ناتجاً عن هجوم بيولوجي، قائلاً:
“في هذه المرحلة، لا يمكننا استبعاد أن الفيروس ليس من أصل طبيعي، وربما نتعامل مع فيروس معدّل صناعيًا.”
وأوضح غولياس أن الشكوك تستند إلى معلومات شفهية وردت من مختبر أجنبي، إلا أن الأمر لا يزال بحاجة إلى تحقق رسمي، حيث تستمر التحقيقات حتى الآن.
وفي السياق ذاته، أثار “إشتفان ناجي” (István Nagy)، وزير الزراعة المجري، خلال تصريحاته احتمال وجود فيروس مُصنّع، إلا أن عالم الفيروسات المجري “غابور كيمينيسي” (Gábor Kemenesi) اعتبر أن احتمالية ذلك “تكاد تكون معدومة”، مشيراً إلى أن السلطات الصحية فحصت أكثر من ألف مزرعة ولم تعثر على حالات إصابة جديدة.
وأكد الوزير ناجي أن عملية إبادة الماشية المصابة شارفت على الانتهاء في مناطق “دوناكيليتي” (Dunakiliti) و”دارنوزيلي” (Darnózseli)، معربًا عن أمله في أن تنتهي العملية بالكامل يوم السبت، مشدداً على أن هدف الحكومة هو دعم المزارعين لاستئناف الإنتاج الزراعي في أسرع وقت ممكن.
في غضون ذلك، اندلعت احتجاجات محلية في بلدة “بابولنا” (Bábolna) الواقعة بمقاطعة “كوماروم-إستِرغوم” (Komárom-Esztergom)، على خلفية وضع جثث الحيوانات المذبوحة بالقرب من المناطق السكنية، حيث قامت السلطات بنقل نحو 1,700 جثة إلى هناك، وتخطط لنقل 3,500 أخرى قريبًا.
ويُذكر أن احتجاجات مشابهة وقعت في وقت سابق في “يانوشوموريا” (Jánossomorja) ضد إنشاء حفرة لدفن الجثث بالقرب من المستوطنة، ما دفع الحكومة إلى التراجع عن خططها حينها، خاصة بعد خسارة حزب “فيدس” (Fidesz) الحاكم لانتخابات فرعية في منطقة “موسونماجياروفار” (Mosonmagyaróvár). ومع ذلك، لا تزال الاحتجاجات تتصاعد حالياً في بابولنا بسبب الموقع الجديد لحفرة الجثث.
ومن جانبها، قررت الحكومة النمساوية تشديد إجراءاتها الحدودية لمنع دخول الفيروس إلى أراضيها، حيث نشرت 28 جندياً عند معبرين حدوديين:
- معبر “هوهيناو” (Hohenau) في منطقة “غانسيرندورف” (Gänserndorf)
- معبر “بيرغ” (Berg) في منطقة “بروك آن دير ليثا” (Bruck an der Leitha)، القريب من الحدود المجرية
وأعلنت وزارة الدفاع النمساوية أن مهمة هذه القوات هي المساعدة في عمليات التفتيش على المعابر الحدودية. كما فرضت فيينا إجراءات صارمة وأغلقت عدداً من المعابر الحدودية مع المجر وسلوفاكيا.
وفي هذا الصدد، أكد مكتب “سوزان روزنكرانتس” (Susanne Rosenkranz)، عضو المجلس المحلي، أن جميع نتائج الفحوصات البيطرية التي أجريت في النمسا جاءت سلبية. كما صرّح “شتيفان لويدل” (Stefan Loidl)، المتحدث باسم المجلس، لوكالة الأنباء النمساوية (APA)، أن عمليات التفتيش التي أجرتها الشرطة السبت الماضي على الحدود المجرية السلوفاكية تسير بسلاسة.
ورغم عدم تسجيل أي تفشٍّ للمرض في ولايتي النمسا السفلى (Niederösterreich) وبورغنلاند (Burgenland)، شددت الحكومة على أهمية حماية السكان والماشية في المناطق الشرقية من البلاد. وأكدت أن أوقات الانتظار عند المعابر الحدودية لم تتأثر بشكل ملحوظ بالإجراءات الجديدة.
dailynewshungary



