النمسا توقف إجراءات اللجوء للسوريين وتراجع الإقامات المؤقتة لمدة ثلاث سنوات
فيينا – INFOGRAT:
أعلن المستشار النمساوي كارل نهامر عن اتخاذ خطوات جديدة في سياسة اللجوء في النمسا، حيث قررت الحكومة النمساوية تعليق جميع إجراءات اللجوء المتعلقة بالسوريين، وذلك في أعقاب التغيرات السياسية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أوضح نهامر أن الحكومة كلفت وزير الداخلية غيرهارد كارنر بتعليق جميع طلبات اللجوء السورية المعلقة حالياً وإعادة تقييم القرارات السابقة الخاصة بحقوق الإقامة للسوريين في النمسا.
وقال وزير الداخلية كارنر إنه سيتم تعليق حوالي 7,300 طلب لجوء في المرحلة الأولى من الإجراءات، والتي سيتم إعادة فحصها، كما أشار إلى أن الحكومة ستعمل على إعداد برنامج منظم لعودة اللاجئين السوريين إلى سوريا. وأكد كارنر أن القرارات الإيجابية المتعلقة باللجوء تمنح بشكل مبدئي لمدة ثلاث سنوات، سيتم مراجعتها وتقييمها مرة أخرى لإقرار ما إذا كان يحق لصاحب الطلب البقاء في النمسا بشكل دائم.
في وقت لاحق، حذر لوكاس غاهلاينتر-غيرز من منظمة تنسيق اللجوء من اتخاذ قرارات متسرعة بشأن إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن التغيير في النظام السوري لا يعني بالضرورة أن الوضع الأمني قد تحسن بما يكفي لعودة اللاجئين بأمان. وأوضح غاهلاينتر-غيرز أنه يجب ضمان عدم تعرض العائدين للملاحقة أو الأذى من قبل السلطات السورية، خاصة في حال كانت هناك تغييرات غير دائمة في النظام أو في المؤسسات الأمنية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ أن الوضع في سوريا لا يزال “مربكًا” ولا يمكن اتخاذ قرارات جادة حول اللجوء أو العودة حتى تتضح الصورة بشكل أكبر. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتعامل مع هذه القضية “دون تحيزات أيديولوجية” مع ضرورة أخذ الوضع الراهن في سوريا بعين الاعتبار عند صياغة السياسات المستقبلية.
وفي خطوة مشابهة، قررت السلطات في ألمانيا أيضًا تعليق النظر في طلبات اللجوء من السوريين. حيث أعلن المكتب الفيدرالي للهجرة واللجوء في ألمانيا (BAMF) عن تعليق إجراءات اللجوء للسوريين في ظل الوضع الغامض في سوريا، موضحًا أن هذه الخطوة تهدف إلى تأجيل النظر في هذه الطلبات لصالح تسريع إجراءات أخرى.
من جانب آخر، حذرت المفوضية الأوروبية من أن الظروف الحالية في سوريا لا تتيح للاجئين العودة بشكل آمن وكريم، مؤكدة أن الأوضاع في سوريا لا تزال غير مستقرة بما يكفي للعودة الطوعية للاجئين. كما أضافت المفوضية أنها تتفق مع موقف الأمم المتحدة في هذا الشأن، حيث يجب التأكد أولاً من ضمان ظروف آمنة للاجئين قبل اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه.
مفوضية الاتحاد الأوروبي لا توصي حاليًا بالعودة
حذرت المفوضية الأوروبية من الآمال الكبيرة للغاية بشأن خيارات العودة السريعة وغير المعقدة للاجئين إلى سوريا، ووفقاً لمتحدث باسم بروكسل، فإن الظروف اللازمة لعودة آمنة وكريمة غير متوفرة حالياً، وقد تم الاتفاق على هذا الخط مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ويتسم الوضع الحالي بأمل كبير، ولكنه يتسم أيضا بقدر كبير من عدم اليقين، حيث سيكون الأمر متروكًا لكل فرد وكل عائلة ليقرروا ما يريدون القيام به، وأوضح المتحدث أيضًا أنه، من وجهة نظر اللجنة، يجب ألا تكون هناك عمليات ترحيل حتى إشعار آخر.




