النمسا في ركودها الأطول منذ الحرب: إحصاءات النمسا تخفض توقعات انكماش الناتج المحلي لـ 0.7%
كشفت أرقام جديدة صادرة عن إحصاءات النمسا (Statistik Austria) عن أن التراجع في الناتج المحلي الإجمالي (BIP) كان أقل حدة مما كان متوقعاً في السابق، مشيرة إلى أن الاقتصاد النمساوي لم يكن غارقاً في الأزمة بالعمق الذي افترضته التقديرات الأولية، وقد جاء هذا التعديل، الذي يمثل الحدث الأبرز، ليُظهر تحسناً طفيفاً في الأداء الاقتصادي، رغم أن الركود (Rezession) الذي تمر به البلاد لا يزال قائماً، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
مراجعة الأرقام تشير إلى انكماش أقل في 2024 و2023
وفقاً للحسابات القومية لـ “إحصاءات النمسا”، فإن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (reales Bruttoinlandsprodukt) في عام 2024 لم ينخفض بنسبة 1.0% كما كان يُفترض مؤخراً، بل انخفض بنسبة 0.7% فقط. كما قامت “إحصاءات النمسا” يوم الثلاثاء بمراجعة الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023 صعوداً أيضاً، حيث أصبح الانخفاض المسجل 0.8% بدلاً من 1.0% سابقاً.
ويُعد هذا التعديل لعام 2024 هو المراجعة الثانية صعوداً؛ ففي بداية شهر مارس، كانت المؤسسة الفيدرالية قد توقعت انخفاضاً بنسبة 1.2%.
النمو يتحسن في النصف الأول من 2025 ولكن التوقعات لـ 2025 باهتة
على الرغم من مراجعات الأرقام صعوداً، إلا أنها لا تُغير حقيقة أن النمسا تشهد حالياً أطول فترة ركود (längste Rezession) منذ الحرب العالمية الثانية. كما أن خبراء الاقتصاد لا يتوقعون أي نمو اقتصادي يذكر أو لا نمو على الإطلاق لعام 2025.
في سياق متصل، قامت “إحصاءات النمسا” أيضاً بمراجعة الأرقام الخاصة بالنصف الأول من عام 2025 صعوداً. ففي الربع الأول، نما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 0.2% مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي، بدلاً من انكماشه المتوقع سابقاً بنسبة 0.5%. وفي الربع الثاني، نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% بدلاً من الانكماش بنسبة 0.1%.
تراجع الأداء مرتبط بإنتاج السلع والصادرات
وتُظهر بيانات تفاصيل الحساب السنوي للناتج المحلي الإجمالي المؤقتة المتاحة حالياً، وفقاً لـ “إحصاءات النمسا”، أن التراجع في الأداء الاقتصادي لعام 2024 يُعزى بشكل أساسي إلى تطورات إنتاج السلع (Herstellung von Waren). وشهدت القطاعات المتخصصة في التصدير أو في السلع الاستثمارية تراجعات كبيرة بشكل خاص، وفي مقدمتها صناعة المركبات (Fahrzeugbau).
