النمسا وألمانيا تسعيان لترحيل الأفغان عبر آليات جديدة
أعلنت وزارة الداخلية النمساوية أنها في “اتصال مباشر مع إدارة طالبان”، مؤكدة أن الترحيلات إلى أفغانستان ستتم قريباً مباشرة من النمسا، بحسب صحيفة oe24 النمساوية.
في المقابل، تستعد الحكومة الألمانية لشنّ “حملة ترحيل” واسعة، حيث لن يتم ترحيل المواطنين الأفغان فقط عبر رحلات خاصة (Charter-Flüge)، بل أيضاً عبر رحلات طيران عادية. ووفق ما نقلته صحيفة Bild الألمانية، فإن وزارة الداخلية الألمانية بقيادة Alexander Dobrindt (CSU) على وشك إطلاق آلية جديدة للترحيل. وكان وفد ألماني قد التقى مطلع سبتمبر بممثلين عن حركة طالبان في قطر لبحث إقامة آلية ترحيل منتظمة، وتجري حالياً التحضيرات لإرسال المرحّلين إلى كابول بوساطة قطرية.
“اتصال مباشر مع إدارة طالبان”
وبحسب ما صرّحت به وزارة الداخلية النمساوية، فإن النمسا متقدمة على ألمانيا في هذا المجال، حيث تمتلك “اتصالاً مباشراً مع إدارة طالبان”، وبالتالي ليست بحاجة إلى وساطة قطرية كما هو الحال لدى الألمان.
في 11 سبتمبر الجاري، زار وفد من طالبان وزارة الداخلية في فيينا، وهو ما أثار لاحقاً انتقادات واسعة لوزير الداخلية Gerhard Karner (ÖVP) من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) وحزب الخضر.
ضرورة التعاون مع طالبان
وأكدت وزارة الداخلية أن المحادثات مع الإدارة الأفغانية ضرورية لتنفيذ عمليات الترحيل بحق المدانين من طالبي اللجوء الأفغان. وأضافت الوزارة أن وفد طالبان ساعد مكتب شؤون الأجانب واللجوء (BFA) في عملية التعرّف على هوية أشخاص تمهيداً لترحيلهم، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بأكثر من 20 شخصاً.
وجاء في بيان الوزارة: “الهدف واضح: ترحيل المجرمين الأفغان المدانين إلى وطنهم لحماية النساء من الجريمة”.
وكان مسؤولون نمساويون من مكتب شؤون الأجانب واللجوء قد زاروا أفغانستان مطلع هذا العام أيضاً.
ردود سياسية
الأمين العام لحزب الشعب النمساوي (ÖVP) Nico Marchetti دافع عن خطوات وزارة الداخلية قائلاً: “من يريد حماية الناس في النمسا بشكل جاد، عليه أن يقدّم حلولاً عملية أيضاً”. وأوضح أن إقامة قنوات اتصال على المستوى الفني والعملي مع طالبان هو تصرف “مسؤول ويصب في مصلحة النمسا”.
وردّ Marchetti على انتقادات حزب الخضر و(SPÖ) قائلاً إن تحميل النمسا “ذنب المشاركة في سياسة لا إنسانية في بلد المنشأ” يعد “تفسيراً خاطئاً” ويفتقد إلى “الإحساس بمعاناة ضحايا طالبي اللجوء المجرمين”.



