الهجرة تمنع تقلص عدد سكان النمسا إلى مستوى عام 1950 وبدونها سينخفض العدد إلى أقل من 7 ملايين بحلول 2080
فيينا – INFOGRAT:
أظهرت بيانات “Statistik Austria” أن عدد سكان النمسا ينمو فقط عبر الهجرة، وبدونها كان سيتراجع إلى مستوى خمسينيات القرن الماضي؛ التقرير يسلّط الضوء على تحديات الاندماج وانتقادات سياسية حادة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
كشفت هيئة Statistik Austria، في تقريرها السنوي “الهجرة والاندماج 2025”، أن النمو السكاني في النمسا يعتمد بشكل كامل على الهجرة، وأنه لولا تدفّق المهاجرين خلال العقود الماضية، لكانت أعداد السكان قد تراجعت على المدى الطويل إلى مستوى ما قبل عام 1950.
وأشار التقرير إلى أنه في عام 2024، بلغ عدد الأشخاص ذوي الخلفية المهاجرة في النمسا نحو 2,5 مليون نسمة، يمثلون 27,8% من إجمالي السكان، مقارنة بـ21,4% في عام 2015، أي بزيادة قدرها 696.100 شخص (38,4%) خلال عشر سنوات فقط.
انخفاض طبيعي في عدد السكان يقابله نمو بالهجرة
أكد شتيفان مارك-ليبيك (Stephan Marik-Lebeck)، من Statistik Austria، أن عدد الوفيات في البلاد يتجاوز عدد المواليد، حيث سُجّلت 77.238 ولادة و88.486 حالة وفاة في عام 2023. وأضاف أن الهجرة أصبحت العامل الوحيد وراء زيادة عدد السكان في النمسا، وأن هذه الديناميكية مستمرة منذ عقود.
بحسب التوقعات، فإن عدد السكان في النمسا سيصل إلى 10,2 ملايين نسمة بحلول عام 2080، في حال استمرار الهجرة بالمعدلات الحالية. أما في حال غياب الهجرة، فستتراجع أعداد السكان إلى 6,9 ملايين نسمة، أي بانخفاض قدره 24% عن عام 2024، وهو ما يعيد البلاد إلى مستوى الخمسينيات.
الجنسيات الأكثر تواجداً في النمسا
لا تزال الجالية الألمانية تحتل المرتبة الأولى بين الأجانب المقيمين في النمسا بعدد 239.452 شخصًا، تليها الجالية الرومانية (155.715)، ثم التركية (124.788) والصربية (122.459). كما شملت المراتب التالية جنسيات من هنغاريا، كرواتيا، سوريا، البوسنة والهرسك، أوكرانيا وبولندا.
وسُجّلت منذ عام 2020 أكبر زيادات في أعداد المهاجرين من أوكرانيا (+76.300)، سوريا (+53.300)، ألمانيا (+39.500)، رومانيا (+32.300)، وكرواتيا (+25.800).
شعور بالانتماء… لكن تحديات قائمة
أشار التقرير إلى أن 75,7% من الأشخاص المولودين في الخارج يشعرون بالانتماء إلى النمسا، مع نسب مرتفعة بين السوريين (83,6%)، والبوسنيين (79,8%)، والصوماليين (78,3%). أما الأوكرانيون فجاءوا في أدنى مرتبة من حيث الشعور بالانتماء (64,7%).
في المقابل، قيّم نحو 46,2% من الأجانب المولودين في النمسا العلاقات مع السكان المحليين على أنها “سيئة” أو “سيئة جدًا”، فيما رأى 20,9% فقط أنها “جيدة” أو “جيدة جدًا”. أما القادمون من الخارج فكان تقييمهم أكثر إيجابية، بنسبة 57,9% اعتبروها جيدة أو جيدة جدًا.
كما بيّن التقرير أن 45% من المهاجرين يتحدثون بلغاتهم الأصلية في المنزل، في حين أن 16% فقط يستخدمون اللغة الألمانية بشكل حصري أو رئيسي في حياتهم اليومية.
وزيرة الاندماج تطالب بالانخراط الفعلي
قالت وزيرة الاندماج كلاوديا بلاكولم (Claudia Plakolm) من حزب ÖVP خلال تقديم التقرير إن مجرد الشعور بالانتماء “لا يكفي”، مضيفة:
“الاندماج يتطلب أكثر من العاطفة. يجب تعلم اللغة، البحث عن عمل، دعم الأسرة، والالتزام بالقيم. من يريد أن يبقى في عزلة وبعيدًا عن المجتمع لا يمكن أن يكون جزءًا منه.”
وشدّدت على أهمية عدم السماح بتشكّل “مجتمعات موازية”، وأشارت إلى الإجراءات الحكومية مثل دورات القيم والجزاءات في حال عدم تحقيق أهداف الاندماج.
انتقادات حادة من حزب FPÖ
في ردّه على التقرير، وصف جيرنوت دارمان (Gernot Darmann)، المتحدث باسم الأمن في حزب FPÖ، ما عرضته الوزيرة بأنه “اعتراف موثق بفشل سياسة الهجرة وخصوصًا فشل حزب ÖVP”. واتّهم الحكومة بأنها “لا تعالج المشاكل الناتجة عن سنوات من الهجرة الجماعية غير المنضبطة، بل تديرها فقط”، داعيًا إلى “تغيير جذري وفوري في النهج المتبع”.
@infograt.com ♬ Horror, Fear, Spooky and Unsettling Ambient(1456596) – Veil music



