“الوطن حيث الأمان”.. الجالية السورية في النمسا تندد بعملية فيلاخ
فيينا – INFOGRAT:
شهدت العاصمة النمساوية فيينا، يوم الأحد، تظاهرة شارك فيها نحو 300 شخص من جمعية الجالية السورية الحرة في النمسا، تعبيرًا عن تضامنهم مع أسر ضحايا هجوم فيلاخ، ورفضًا للإرهاب والعنصرية، وسار المتظاهرون في شارع Mariahilferstraße، رافعين الأعلام النمساوية ومشاعل LED، بينما ظهرت بين الحشود بعض الأعلام السورية، في إشارة إلى رفض ربط المجتمع السوري بأعمال العنف الفردية.
وبحسب صحيفة derstandard النمساوية، نُظمت التظاهرة بدعوة من جمعية “الجالية السورية الحرة في النمسا”، التي كانت قد أصدرت رسالة مطولة يوم الهجوم، تعبر فيها عن تعازيها العميقة لضحايا الحادثة، ويُذكر أن هذا التجمع سبقته جهود إغاثية من نفس المنظمة خلال كارثة الفيضانات التي ضربت ولاية النمسا السفلى في الخريف الماضي.
خلال بداية الفعالية، رفع المشاركون لافتات مكتوبة بخط اليد، حملت عبارات مثل: “أفكارنا مع عائلات ضحايا فيلاخ”، و”من يهدد أمن المجتمع، لا مكان له بيننا”، تأكيدًا على رفضهم للعنف والتطرف.
رفض الوصم الجماعي والدعوة للوحدة
في نهاية الموكب، وقف أحمد، 30 عامًا، برفقة صديقه سالم، معبرًا عن حزنه لما وقع في فيلاخ، لكنه شدد أيضًا على خشيته من التعميم والوصم الجماعي للسوريين في النمسا. وقال: “يحزننا أن يعتقد البعض أن كل السوريين مثل هذا الشخص. هذا يؤلمنا.”
وفي السياق ذاته، تحدث الناشط بيتار روزانديتش، المعروف بلقب Kid Pex من منظمة SOS Balkanroute، محذرًا من محاولات بعض السياسيين والإعلاميين استغلال مثل هذه الجرائم لتعميم الشبهة على مجموعات بأكملها، كما انتقد وزير الداخلية النمساوي غيرهارد كارتر بسبب إعلانه عن عمليات تفتيش جماعية تستهدف السوريين والأفغان، معتبرًا أن هذه الإجراءات قد تتعارض مع الدستور النمساوي، رغم إصرار الحكومة على المضي بها.
ضحايا إرهاب “داعش” يرفضون الإرهاب
بينما كانت المسيرة تسير، وزعت الأعلام النمساوية على المشاركين، وأوقدت بعض النساء مشاعل LED. كانت من بينهن نَهلَة، 53 عامًا، وهي كردية سورية، تحدثت بغضب قائلة: “عانينا بما فيه الكفاية من داعش في سوريا. نحن هربنا إلى النمسا بحثًا عن الأمان. مقتل شاب بسبب هذه الأيديولوجية مؤلم جدًا. نحن نكره هذا. نكره أنه حدث.”
لكن التظاهرة لم تخلُ من الاستفزازات. إذ رفعت إحدى المارات لافتة كُتب عليها: “دينكم هو الذي يطعن ويقطع الرؤوس”، ما أثار استياء المشاركين، إلا أنهم ردوا عليها فقط بنظرات استغراب واستهجان، كما تدخلت إحدى المشاركات قائلة لها: “أنا يهودية وأتضامن مع المسلمين هنا، أجدادك هم من وضعوا أمثالي في معسكرات الاعتقال” لكن المرأة لم ترد، قبل أن تبعدها الشرطة عن المكان.
تهديدات من اليمين المتطرف والمتشددين الإسلاميين
من جهته، أوضح عبدالحكيم الشاطر، رئيس جمعية الجالية السورية الحرة في النمسا، أن إعلان التظاهرة أثار موجة من التعليقات الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، ليس فقط من الجماعات اليمينية المتطرفة، بل أيضًا من بعض المتشددين الإسلاميين، وقال: “يتهموننا بأننا نخرج ضد المسلمين، في نظرهم، نحن كفار” لكنه شدد على أن ذلك لن يثنيهم عن موقفهم، مضيفًا: “نحن لا نخشى داعش أو غيرهم، هم يريدون نشر الخوف، ولكن الخوف لم يكن يومًا مصدرًا لشيء جيد”
“هذا ليس الإسلام الحقيقي”
أكد طرفة بغجاتي، رئيس جمعية مبادرة المسلمين النمساويين، في خطابه أمام البرلمان، أن رفض الإرهاب لا يعني رفض الإسلام، بل العكس تمامًا، وقال: “هناك سوء فهم بأن من يعارض هذا الهجوم يعارض الإسلام، وهذا غير صحيح، نحن نحمي ديننا بموقفنا هذا، لأن الإسلام لا يقبل الإرهاب.”
كذلك، شدد عمر الراوي، عضو المجلس البلدي لمدينة فيينا عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على ضرورة التصدي لأفكار التطرف، داعيًا إلى حماية الشباب من الوقوع في فخ الجماعات المتشددة عبر الإنترنت.
“الوطن هو حيث يجد الإنسان الأمان”
في ختام الفعالية، قال عبدالحكيم الشاطر: “الوطن ليس حيث وُلدت، بل حيث تجد الأمان، وقد وجدناه هنا في النمسا، ومن يبحث عن الصراع، عليه أن يتذكر لماذا غادر وطنه الأصلي في المقام الأول”.



