انتقادات واسعة لخطط الولايات النمساوية للتقشف الاجتماعي.. سحب دعم الحد الأدنى من الحماية الفرعية وخصم مكافأة الرعاية
أثارت خطط التوفير المالي المقترحة في القطاع الاجتماعي انتقادات واسعة في عدة ولايات نمساوية. ففي Tirol، من المقرر أن يفقد الأشخاص الحاصلون على حماية فرعية (subsidiär Schutzberechtigte) حقهم في الحصول على الحد الأدنى من الدخل (المساعدات الاجتماعية)، وفي Salzburg هناك مقاومة لخفض مكافأة الرعاية التمريضية، بينما تنتقد الجمعيات الاجتماعية الخاصة في Vorarlberg حكومة الولاية بسبب التقشف، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
🗻 Tirol: إلغاء الحد الأدنى للدخل عن فئة الحماية الفرعية
في Tirol، تتركز الانتقادات حول تعديل قانون الحد الأدنى للدخل (Mindestsicherungsgesetzes) الذي تم إقراره، حيث يهدف القانون إلى استبعاد المستفيدين من الحماية الفرعية من الحصول على هذا الدعم اعتباراً من 1 يناير/كانون الثاني المقبل لأسباب تتعلق بالتكلفة. وبالتالي، سيبقى لهم فقط “توفير الرعاية الأساسية” (Grundversorgung). وقد وجهت الجمعيات الاجتماعية انتقادات لاذعة لهذا الإجراء.
وتبرر حكومة Tirol قرارها بتوفير التكاليف، مشيرة إلى أن هذا الإجراء سيشمل المستفيدين في Tirol و Wien اعتباراً من 1 يناير 2026.
ووصفت السيدة Simone Rabl من “تحالف ضد الفقر والتشرد” (Bündnis gegen Armut und Wohnungsnot) القرار بأنه “قرار كارثي”. وأوضحت أن المتضررين ليسوا من طالبي اللجوء المرفوضين، بل هم أشخاص لديهم حاجة معترف بها للحماية. وقالت Rabl: “هؤلاء الأشخاص يواجهون خطر الموت أو انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان في بلدانهم الأصلية”. ونظراً لارتفاع نسبة الأطفال المحتاجين للحماية والمرضى ضمن هذه المجموعة، فإنها معرضة لخطر الفقر بطبيعتها.
وتقدر ولاية Tirol أن عدد المستفيدين من الحماية الفرعية شهرياً يبلغ 850 شخصاً في المتوسط. ويُتوقع أن يوفر هذا التغيير في النظام 6.2 مليون يورو سنوياً على الولاية والبلديات. وتعد مزايا “توفير الرعاية الأساسية” أقل بكثير، وتتحمل الحكومة الاتحادية 60 في المائة من تكلفتها.
وتشير Rabl إلى أن المبلغ المتاح يبلغ 285 يورو شهرياً للفرد، يضاف إليه بدل إيجار قدره 165 يورو إذا كان المتضررون يقيمون في مساكن خاصة. وحذرت قائلة: “هذا كله قليل جداً بشكل لا يصدق”. وبسبب انخفاض المبالغ، يعيش العديد من المتضررين في مساكن جماعية منظمة.
وانتقدت مديرة جمعية Caritas Tirol، السيدة Elisabeth Rathgeb، تصرف الحكومة، واصفة إياه بأنه “تراجع في سياسة الاندماج”. وأشارت إلى أن هناك تساؤلات كبيرة حول ما إذا كان يمكن إعادة إيواء المتضررين الذين سيعودون إلى “توفير الرعاية الأساسية” في مراكز Tiroler Soziale Dienste – TSD، مشددة على ضرورة التحقق من توفر القدرات الكافية.
ومن جهتها، أشارت ولاية Tirol إلى أن هناك فترة انتقالية تمتد حتى 30 يونيو 2026 للأشخاص المستفيدين حالياً من الحد الأدنى للدخل، وأن شركة TSD ستقدم المساعدة وتنظم الإقامة اللاحقة حسب الاحتياجات الفردية.
وفي المقابل، رفض رئيس كتلة حزب الشعب (VP-Klubobmann) في Tirol، السيد Jakob Wolf، بشدة انتقادات الجمعيات الاجتماعية بشأن التحول المخطط له، مؤكداً أن التغيير صحيح وضروري ومبرر جيداً من الناحية الموضوعية. كما انتقد حزب الخضر في Tirol هذا القرار، حيث قالت المتحدثة باسم الشؤون الاجتماعية، السيدة Zeliha Arslan، إن عدم منح الحد الأدنى للدخل للحاصلين على الحماية الفرعية يعد تراجعاً هائلاً على صعيد سياسة الاندماج.
⛰️ Salzburg: 80 ألف توقيع ضد خفض مكافأة الرعاية
في Salzburg، وقّع 80 ألف شخص على عريضة تطالب بالتراجع عن خفض مكافأة الرعاية التمريضية (Pflegebonus). وتُعد المناقشات حول خطط التقشف في القطاع الاجتماعي هي الاختبار الصعب الأول لائتلاف ÖVP-FPÖ الحاكم في Salzburg.
ودافعت حاكمة الولاية، السيدة Karoline Edtstadler، عن خطط التقشف قائلة: “إنها ليست ميزانية جميلة، لكنها ميزانية صادقة. إنها لا تنظر فقط إلى الحاضر والآن، بل تنظر أيضاً إلى أطفالنا والأجيال القادمة”.
🏭 Vorarlberg: انتقاد لخفض دعم المؤسسات الاجتماعية الخاصة
وفي Vorarlberg، يتعين على المؤسسات الاجتماعية والصحية الخاصة توفير 15 مليون يورو في عام 2026 نتيجة التخفيضات. وقال رئيس رابطة أصحاب العمل (AGV)، السيد Walter Schmolly، إن هذا يعني أن على المؤسسات تقديم نفس الخدمات مقابل أموال أقل اعتباراً من 1 يناير 2026. وانتقد Schmolly حكومة الولاية، قائلاً إنها “تسوّق” التخفيضات المعلنة على أنها “تخفيضات في الهيكل”، بينما ستؤثر في الواقع على تقديم الخدمات والموظفين.
🛑 Wien: إضراب محتمل في القطاع الاجتماعي
في Wien، نزل عدة آلاف من حوالي 130 ألف عامل في قطاع الصحة والرعاية الاجتماعية والتمريض الخاص إلى الشارع بعد ظهر يوم الأربعاء. وطالب الاتحاد العمالي بزيادة الأجور، وأظهر المشاركون في المظاهرة “استعدادهم للإضراب”.
