انهيار تاريخي في إنتاج بنجر السكر بالنمسا بعد إغلاق مصنع Leopoldsdorf
فيينا – INFOGRAT:
سجّل إنتاج بنجر السكر في النمسا تراجعًا حادًا تجاوز 40% بعد إغلاق مصنع السكر التابع لشركة Agrana في Leopoldsdorf بمارس الماضي، لتصل المساحة المزروعة هذا العام إلى أدنى مستوى تاريخي، بحسب ما أعلنته هيئة Agrarmarkt Austria (AMA)، في حين وصفت رابطة مزارعي البنجر الوضع في السوق بالصعب والمعقد، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تراجعت المساحة المزروعة ببنجر السكر في النمسا هذا العام إلى 25,000 هكتار، أي بانخفاض قدره 18,413 هكتارًا مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لما أوردته هيئة AMA، التي وصفت ذلك بـ”الانخفاض التاريخي”، مضيفة أن هذه الأرقام أدنى حتى من أدنى مستوى مسجل في عام 2020.
وقال رئيس رابطة مزارعي البنجر Ernst Karpfinger، إن هذا التراجع كان متوقعًا، موضحًا: “لقد لاحظنا منذ الخريف أننا لن نتمكن من توقيع العديد من عقود التوريد (Kontrahierung)، لأننا ببساطة لا نستطيع بيع السكر.” ونتيجة لذلك، قرر المزارعون تقليص المساحات إلى 27,000 هكتار، ثم تسبب انتشار الآفات في تقليص إضافي.
وبعد إغلاق مصنع Leopoldsdorf في منطقة Marchfeld بمقاطعة Gänserndorf، انتقلت عمليات إنتاج السكر المحلي بالكامل إلى منشأة Tulln، حيث من المتوقع أن تبدأ معالجة البنجر في أوائل سبتمبر المقبل، وقالت شركة Agrana إن الحملة ستستمر لمدة لا تقل عن 150 يومًا، حسب حجم المحصول.
وأوضح Karpfinger أن قدرة المصنع في Tulln تكفي لمعالجة 25,000 هكتار فقط، مؤكدًا أن استمرار زراعة هذه المساحة في المستقبل “يعتمد كليًا على استقرار السوق”، وأضاف: “أسعار السكر تراجعت بشكل حاد خلال العامين الماضيين، وفي ظل هذه الظروف يصعب تحقيق إنتاج يغطي التكاليف” واعتبر أن الحلول المطلوبة لتحسين الوضع “سياسية بالدرجة الأولى”، مشيرًا إلى أن الاتفاقيات التجارية الحرة التي تفاوضت عليها المفوضية الأوروبية تساهم في تفاقم الأزمة.
وفي مقابل تراجع بنجر السكر، شهدت محاصيل أخرى زيادة في المساحة المزروعة، وفقًا لنتائج تحليل الطلبات المتعددة لبرنامج الزراعة البيئية النمساوي (ÖPUL) الصادر عن AMA. فقد ارتفعت مساحة الذرة الصفراء المخصصة للحبوب بمقدار 13,000 هكتار مقارنة بالعام الماضي، لتصبح أكبر مستفيد من التحول في استخدام الأراضي الزراعية.
أما القمح اللين (Weichweizen) فبقي في الصدارة على مستوى الحقول الزراعية في البلاد، حيث بلغت المساحة المزروعة به نحو 242,000 هكتار، بزيادة قدرها نحو 3,500 هكتار عن العام السابق. وذكرت AMA أن ظروف الزراعة في الخريف كانت جافة وملائمة، مما ساهم في تحسين الغلات.
وإلى جانب الذرة والقمح، شهدت محاصيل أخرى مثل زهرة الشمس (Sonnenblume)، الحنطة (Dinkel)، الشوفان (Hafer)، واليقطين (Kürbis) ارتفاعًا في المساحات المزروعة بها، بينما انخفضت المساحات المخصصة للشعير (Roggen) واللفت الزيتي (Raps).



