بردًا وسلامًا على قلوب أنهكتها الصراعات.. بقلم: لينا جرّار 

في بلد أرهقته سنوات طويلة من الحرب والدمار، تظل رموز الأمل والفرح أكثر أهمية من أي وقت مضى. 

شجرة الميلاد، التي عادةً ما تمثل السلام والتآخي، أُضرمت فيها النيران في مدينة حماة، في مشهد يعكس امتداد يد الظلام والعبثية إلى رمز من رموز البهجة.

إن إحراق شجرة الميلاد ليس مجرد فعل تخريبي، بل هو رسالة تحمل أبعادًا أعمق. 

الجمرات التي يغطيها رماد الحقد تكون الأخطر عندما تعبث بها رياح الكراهية، لتشعل نارًا تهدد ما تبقى من تماسك المجتمع السوري. 

لينا جرار كاتبة فلسطينية

هذا الحادث ليس سوى محاولة من أعداء السلام لترسيخ خطوط الشر المقبلة، وتجربة إضافية من أتباع الشيطان لزرع الفوضى وبث الخوف.

لكن التاريخ يعلمنا أن الأقنعة الزائفة سرعان ما تسقط أمام حقائق ترتيب البيت الداخلي. 

من صُنعوا على عجلة من نار الحرب ستفضحهم مسؤوليات إعادة الإعمار. ومن يتسلّم مفاتيح البلاد، عليه أن يعي تمامًا أهمية تأمين الجدران والنوافذ من عبث العابثين.

سوريا القادمة لن تُبنى إلّا على أرضية نظيفة خالية من جذور النباتات السامة التي غذت الصراعات. 

على الجميع العمل لإزالة بقايا السموم، حتى تخضرّ الأرض وتثمر كما يجب.

البلاد تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى جهود حقيقية لترتيب الفوضى. سوريا الجديدة بحاجة إلى أيدي تبني، قلوب تغفر، وعقول تدرك أن المستقبل لا يمكن أن يُبنى على رماد الماضي.

الفرصة لا تزال قائمة، وسوريا القادمة ستكون بقدر من يملك الشجاعة لزرع الأمل بدلًا من الحقد.

الله هو السلام؛ والأعياد رسائله الى الأرض!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى