بطل عملية فيلاخ.. النمسا تكرم السوري علاء الدين الحلبي بـ 7000 يورو بعد إنقاذه حياة الأبرياء في كيرنتن
كَرَّمَت السلطات النمساوية الشاب السوري علاء الدين الحلبي بجائزة مالية قدرها 7000 يورو، وذلك اعترافاً وتقديراً للدور الحاسم والبطولي الذي قام به في إحباط هجوم طعن دامٍ وقع في قلب مدينة فيلاخ قبل أشهر قليلة، بينما لا يزال الحلبي يترقب تنفيذ الوعد الذي قطعه رئيس مقاطعة كيرنتن، Peter Kaiser، بمنحه الجنسية النمساوية تكريماً لتضحيته.
وتعود أحداث الواقعة إلى الخامس عشر من شهر فبراير الماضي، حين شهدت شوارع المدينة المزدحمة حالة من الرعب والهلع. فجأة، بدأ شاب سوري يبلغ من العمر 23 عاماً بمهاجمة المارة عشوائياً مستخدماً سكيناً، ما أسفر عن مقتل قاصر يبلغ من العمر 14 عاماً، وإصابة خمسة أشخاص آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وُصفت بعضها بالخطيرة للغاية.
وفي خضم هذه الفوضى، كان الحلبي، وهو سوري مقيم في المنطقة، يتواجد بالصدفة في محيط مسرح الجريمة. وفي لحظات قليلة سادتها السرعة والجرأة، اتخذ الشاب قراراً استثنائياً، حيث قاد سيارته متجهاً نحو المهاجم، وصدمه بطريقة محسوبة كانت كافية لإسقاطه أرضاً وشل حركته. وساهم هذا التصرف الجريء في إيقاف الهجوم بشكل فوري، وحال دون وقوع المزيد من الضحايا والخسائر البشرية التي كانت متوقعة.
وأكدت التحقيقات أن هذا التصرف الاستثنائي لاقى إشادة واسعة من قبل الشهود والمسؤولين على حد سواء، كونه ساهم بشكل مباشر في الحد من الخسائر وإنقاذ حيوات إضافية.
وفي حفل مؤثر بُثَّ مباشرة على قناة ServusTV بتاريخ 11 ديسمبر، تسلَّم الحلبي جائزة “الشجاعة المدنية”، التي تُمنح عادةً للأفراد الذين يُظهرون بطولة فائقة في ظل ظروف الخطر العام. وخلال التقديم، أعرب الحلبي عن تواضعه تجاه ما قام به، مصرحاً: “لم يكن لديّ الوقت الكافي للتفكير والتأمل في تلك اللحظة. كل ما شغلني هو إيقاف هذا الشخص، مهما كانت العواقب.. وإذا واجهت نفس الموقف مرة أخرى، فسأتصرف بالطريقة ذاتها دون أي تردد”.
وفيما حظي الحلبي بهذا التكريم المادي والمعنوي، تبقى قضية حصوله على الجنسية النمساوية معلقة، وهي الجنسية التي وعده بها رئيس مقاطعة كيرنتن، Peter Kaiser، تقديراً لبطولته، حيث ينتظر الشاب السوري أن يُصار إلى الوفاء بهذا الوعد الذي يعتبره التكريم الأسمى لتضحيته.



