بعد إنقاذ طفل من قناة الدانوب… مكتب رعاية الأطفال في فيينا ينتزع طفلين من أسرة سورية

سُحِبَ طفلان من أسرة سورية في فيينا من قبل مكتب رعاية الأطفال والشباب (MA 11)، وذلك عقب حادثة كاد فيها أحد الطفلين، البالغ من العمر أربع سنوات، أن يغرق في قناة الدانوب، وجاء القرار بعد أن تُرك الطفل دون رقابة لساعات، ولم يُبلَّغ عن فقدانه إلا بعد مرور تسع ساعات، الأمر الذي اعتبرته السلطات تهديدًا جسيمًا لسلامة الطفلين.

وبحسب صحيفة oe24 النمساوية، ووفقًا للمتحدثة باسم مكتب رعاية الأطفال والشباب في فيينا، إنغريد بوشمان (Ingrid Pöschmann)، فإن الطفل نُقل أولًا إلى المستشفى حيث يخضع للعلاج، ثم تقرر نقله لاحقًا إلى مركز للأزمات فور خروجه من المستشفى. وقد تم بالفعل نقل شقيقه الأكبر، البالغ من العمر سبع سنوات، إلى ذات المركز، في أعقاب تحقيق في مدى تعرض الطفلين للخطر. كما أصدرت السلطات قرارًا بمنع تسليم الطفل الأصغر إلى والديه.

وأوضحت بوشمان أن الأسرة كانت تخضع منذ عامين لإشراف المكتب بشكل دوري من خلال استشارات تربوية خارجية، وذلك بسبب مرض أحد الوالدين. وأكدت أن التعاون مع الأسرة كان جيدًا في السابق، إلا أن الحادث الأخير دفع إلى إعادة تقييم الوضع واتخاذ الإجراءات المذكورة.

حادثة الغرق

وقع الحادث يوم الخميس، عندما كان الطفل مع والدته، وفُقِدَ منها أثناء نزهة في الهواء الطلق. وعند حوالي الساعة 12 ظهرًا، رصد بعض المارة جسدًا صغيرًا بلا حراك يطفو في مياه قناة الدانوب بالقرب من جسر Augartenbrücke. وكان في الجوار عامل بناء شجاع على متن قارب، فبادر بانتشال الطفل من المياه الباردة وبدأ على الفور بمحاولات الإنعاش، التي تكللت بالنجاح.

ورغم إنقاذ الطفل، لم يتقدم والداه ببلاغ عن اختفائه إلا في الساعة التاسعة مساءً، أي بعد نحو تسع ساعات من العثور عليه. وأشارت الشرطة إلى أن صعوبة التواصل مع الطفل بسبب ضعف إلمامه باللغة الألمانية أعاقت الوصول بسرعة إلى ذويه، حيث لم يتمكن سوى من قول اسمه.

وخلال الاستجواب، أفاد الأب البالغ من العمر 40 عامًا أن العائلة كانت قد أوصلت الابن الأكبر إلى المدرسة في الصباح، ثم افترق الزوجان، وبقيت الأم، البالغة من العمر 42 عامًا، مع ابنها الأصغر. وفي وقت لاحق من النهار، اتصلت الأم بزوجها وأبلغته أنها فقدت الطفل.

وبحسب أقوالهما، بدأ الوالدان البحث عنه في محيط نهر الدانوب الجديد (Neue Donau)، والمركز الإسلامي، وجسر السلام (Friedensbrücke). وبعد الفشل في العثور عليه، توجها إلى قسم الشرطة في Brigittenau. وهناك قالا إن الطفل مفقود منذ ساعتين فقط، إلا أن الشرطة أوضحت أن الطفل تم العثور عليه قبل ساعات. وقد برّر الوالدان التأخير بأنهما كانا منشغلين بالبحث ومضطربين عاطفيًا إلى درجة أنهما نسيا إبلاغ الشرطة.

الإجراءات القانونية

تم توجيه تهمة الإهمال للأم، لكون الطفل كان تحت رعايتها وقت وقوع الحادث. أما الأب، فيُعامل كشاهد ضمن التحقيق.

وفي آخر المستجدات، ذكرت المتحدثة بوشمان أن الطفل قد نُقل من العناية المركزة إلى الجناح العادي، وهو الآن في حالة مستقرة ويتفاعل ويتحدث مع من حوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى