بعد تفجير 30 صراف آلي في النمسا.. الشرطة والبنوك توقعان اتفاقية أمنية

شهدت العاصمة النمساوية فيينا تصعيداً أمنياً بعد أن فجّر أربعة أشخاص أجهزة الصراف الآلي في فرع بنك Bank Austria بشارع Vorgartenstraße في الحي الثاني، في عملية جديدة تُضاف إلى سلسلة من الجرائم المنظمة التي تُنسب إلى عصابات دولية متخصصة، غالباً ما تنحدر من هولندا، حيث أكد وزير الداخلية Gerhard Karner تصميم السلطات على التصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة قائلاً: “نحن نريد، نحن نحتاج، ونحن سنبلغ الجناة: نحن نتصدى لهم… سنقبض عليهم”.

وبحسب صحيفة derstandard النمساوية، يواجه المحققون النمساويون تحديات متزايدة أمام ظاهرة “Bankomatensprenger” (مُفجّري أجهزة الصراف الآلي)، وهي تسمية باتت تُطلق على عصابات متخصصة في تفجير أجهزة السحب النقدي باستخدام مواد شديدة الانفجار بهدف سرقة الأموال. وغالباً ما ينحدر المشتبه بهم من هولندا، ويشتهرون باستخدام سيارات قوية وسريعة للهروب من مسرح الجريمة بدون إنارة، محمّلين بعبوات وقود في صندوق السيارة، مما يسمح لهم بعدم التوقف.

وقد تمكّنت إحدى هذه العصابات، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، من تفجير صرّافيْن آلييْن في فرع لبنك Bank Austria بشارع Vorgartenstraße، غير أن عملية الفرار لم تمر بسلاسة، إذ كانت هناك حواجز أمنية وانتشار للشرطة بسبب إقامة “Vienna City Marathon”، ما أدى إلى اشتباك تخلله إطلاق نار.

إصابة أحد الجناة والقبض عليه

أُصيب مشتبه به يبلغ من العمر 24 عاماً، وهو هولندي، برصاصة في الأرداف خلال محاولة الهرب، وتم نقله إلى أحد مستشفيات فيينا لتلقي العلاج، قبل أن يتم توقيفه رسمياً، وتوقعت السلطات أن يلتزم المتهم الصمت خلال التحقيقات.

الحادثة الأخيرة هي العملية السابعة عشرة من هذا النوع خلال أسابيع قليلة فقط، في حين بلغ إجمالي الحالات المشابهة طوال العام الماضي 13 حالة فقط، ما يعكس تصاعداً خطيراً في وتيرة هذه الجرائم.

تدابير جديدة بعد اجتماع أمني

في ظل تنامي هذه الظاهرة، عقد وزير الداخلية Gerhard Karner اجتماعاً صباح الجمعة مع ممثلين عن “Bundeskriminalamt” (المكتب الفيدرالي للتحقيقات الجنائية) وممثلي البنوك، للاتفاق على “Pakt für mehr Sicherheit” (ميثاق من أجل مزيد من الأمان). أعلن الوزير في مؤتمر صحافي مقتضب عقب الاجتماع: “سنقبض عليهم”.

من جهته، أعلن Michael Höllerer، المدير العام لبنك Raiffeisenbank Niederösterreich-Wien ورئيس قطاع البنوك في غرفة الاقتصاد، عن نية البنوك تعديل أنظمة صبغ النقود في أجهزة الصراف الآلي، واستخدام أنظمة “Vernebelungsanlagen” (أنظمة إطلاق الضباب) لمنع رؤية المكان بعد التفجير. كما أكد الاعتماد على أفراد أمن داخل الفروع، إلى جانب أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي في خدمة الأمن

تتضمن الخطة الأمنية الجديدة استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد “verdächtige Bewegungen” (تحركات مشبوهة) عبر الكاميرات الأمنية، بحيث يتم التبليغ تلقائياً للسلطات أو تفعيل أنظمة الضباب. ومع ذلك، أشار Höllerer إلى أن حتى هذه الأنظمة قد تكون عاجزة إذا ما تمكن الجناة من التحرك بسرعة كافية، كما وثّقت تقارير إعلامية مثل تقرير “Spiegel TV”.

تحذيرات من نتائج كارثية

Andreas Holzer، مدير المكتب الفيدرالي للتحقيقات الجنائية، صرّح بأن هذه العصابات “منظمة إجرامية مُحكمة” تضم مئات الأفراد المحتملين القادرين على تنفيذ الهجمات في أي وقت. وأضاف أن التهديد لا يقتصر على السرقة، بل يمتد إلى “vorsätzliche Gefährdung durch Sprengmittel” (تعريض الأرواح للخطر عمداً عبر المتفجرات).

قال Holzer: “لحسن الحظ، لم يحدث شيء في النمسا حتى الآن، لكن إذا ما تسببت هذه المتفجرات بأضرار في مبانٍ أو أصابت مارة ليلاً، فقد تكون هناك وفيات”.

متابعة قضائية وتحقيقات دولية

أما عن قضية Vorgartenstraße، فأكد Holzer أن أحد المشتبه بهم قد تم توقيفه، والتحقيق جارٍ لتحديد هوية شركائه. كما تم تفتيش شقته في هولندا، ما يشير إلى تعاون أمني دولي موسّع لتعقّب باقي أعضاء العصابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى