بعد تهديدات عبر الإنترنت.. السلطات النمساوية توقف ترحيل لاجئ عراقي اعتنق المسيحية

قررت السلطات النمساوية إعادة النظر في طلب اللجوء الخاص بمواطن عراقي يقيم في مدينة فيلدكيرخ (Feldkirch)، في فورارلبرغ، وذلك بعد أن كان مهددًا بالترحيل إلى العراق، حيث يواجه خطر عقوبة الإعدام بسبب اعتناقه المسيحية. وقد حظي قضيته باهتمام واسع، خصوصًا بعد تدخل كاهن كاثوليكي لدعمه.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، فرَّ يوسف جوراني (Josef Jorani)، البالغ من العمر 54 عامًا، من العراق قبل حوالي عشر سنوات، بعدما نجا من تفجير إرهابي نفذته ميليشيات شيعية وأسفر عن مقتل ابن شقيقه، ومنذ ذلك الحين، استقر في فيلدكيرخ بالنمسا وأصبح جزءًا من المجتمع المحلي.

ورغم أنه مُدمج جيدًا في المجتمع، إلا أن السلطات النمساوية كانت تستعد لترحيله إلى بلده الأصلي. لكن جوراني أكد أن حياته ستكون في خطر في حال عودته، إذ أن القانون العراقي قد يحكم عليه بالإعدام بسبب ارتداده عن الإسلام واعتناقه المسيحية.

دعم الكنيسة والطعن في قرار الترحيل

يحظى جوراني بدعم كاهن كاثوليكي في فيلدكيرخ يُدعى يوهان فينينغر (Johann Fenninger)، الذي قام بتعميده عام 2019 ويؤكد أنه عضو نشط في الكنيسة المحلية.

ورغم تقديمه أدلة من العراق تؤكد أنه مهدد بالإعدام بسبب اعتناقه المسيحية، إلا أن السلطات النمساوية شككت في البداية في صحة هذه التهديدات وقررت ترحيله.

تغير الموقف بعد الضغط الإعلامي

أدى التغطية الإعلامية المكثفة للقضية إلى إعادة النظر في المخاطر التي قد يواجهها جوراني في العراق، خاصة بعد أن انتشرت قضيته في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في العراق والدول العربية، مما أدى إلى تلقيه تهديدات إضافية، بحسب ما أكده الكاهن فينينغر.

نتيجة لذلك، قام جوراني بتقديم طلب لجوء جديد لدى شرطة الأجانب في فيلدكيرخ، مما دفع المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء (BFA) إلى إعادة فتح ملفه، وبذلك، أصبح لديه وضع قانوني مؤقت كطالب لجوء، مما يعني تعليق قرار ترحيله في الوقت الحالي.

عودة مؤقتة للعمل وتحسن فرص البقاء

بفضل هذا التطور، بات بمقدور جوراني استئناف عمله كطباخ في أحد فنادق فيلدكيرخ، وهو ما يعزز فرصه في الحصول على تصريح إقامة دائمة، كما أن الدمج الجيد له في المجتمع على مدى السنوات العشر الماضية، إلى جانب دعم الكنيسة، قد يعزز من حظوظه في الحصول على وضع قانوني دائم في النمسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى