بعد توقف دام 4 سنوات.. وزير النقل يحيي مشروع نفق لوباو في فيينا لتعزيز اقتصاد الشرق النمساوي توفير 25 ألف فرصة عمل
أعلن وزير النقل النمساوي بيتر هانكه (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي – SPÖ) اليوم الخميس عن المضي قدماً في بناء نفق لوباو (Lobautunnel) ضمن مشروع الطريق السريع S1 الذي يربط بين شفيشات وزوسنبرون، والذي يهدف إلى ربط الطريق السريع A4 بالطريق السريع A23. ويأتي هذا القرار بعد صراع مستمر منذ عقود حول تشييد هذا المشروع الحيوي في النمسا والذي توقف مؤقتاً في عام 2021 بقرار من وزيرة النقل آنذاك ليونوره غيفيسلر (حزب الخضر)، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

أهمية المشروع والجدل المحيط به
ويُعد نفق لوباو جزءاً رئيسياً من طريق فيينا الدائري السريع الخارجي S1 و”حلقة المناطق” المحيطة بالعاصمة فيينا، حيث تم تصميمه كمسار بأربعة مسارات بطول 19 كيلومتراً لربط شفيشات وزوسنبرون. ويبلغ طول النفق المقترح 8.2 كيلومترات وبعمق حوالي 60 متراً، ومن المقرر أن يمر تحت نهر الدانوب ومنطقة لوباو الطبيعية المحمية. ويرى المؤيدون أن النفق سيحقق تخفيفاً كبيراً للازدحام المروري في فيينا، فيما يعارضه نشطاء البيئة بشدة بسبب تهديده لمنطقة لوباو، وهي محمية طبيعية تمتد على مساحة 2300 هكتار ضمن الحديقة الوطنية لدوناو-آون، بالإضافة إلى المخاوف بشأن زيادة عبء المرور في سياق الأهداف المناخية.
وفي تصريح له، أكد الوزير هانكه أن الطريق S1 “ضروري لضمان الموقع الاقتصادي للمنطقة الشرقية بأكملها ولتحسين نوعية حياة السكان”. مشيراً إلى أن المشروع سيخلق “ما يصل إلى 25 ألف فرصة عمل، ومساكن لـ 55 ألف شخص، ويخفف عن سكان فيينا مرور الشاحنات العابرة”، مؤكداً أنه سلم المشروع لشركة أسفيناغ (Asfinag) لتنفيذه.
مراحل التنفيذ والجداول الزمنية
من جهته، تعهد هارتفيغ هوفناغل، المدير التنفيذي لشركة أسفيناغ، بالبناء المستدام للمشروع. وأوضح أن التنفيذ سيبدأ شمال الدانوب بما يسمى “القسم المفتوح” من غروس-إنتسرسدورف (Groß-Enzersdorf) إلى عقدة زوسنبرون (Knoten Süßenbrunn)، وهو القسم الذي تتوفر له جميع الموافقات القانونية التي لا يمكن الطعن فيها. وتعتبر أسفيناغ أن الطريق S1 هو “أفضل مشروع نقل تم فحصه في النمسا“، حيث تم دراسة أكثر من 20 خياراً للمسار، وتم التأكيد في وثائق صحفية أن المسار الذي يشمل حل النفق هو الأمثل.
ومن المخطط أن تبدأ المرحلة الأولى من البناء في ربيع عام 2026، بتكلفة تقديرية تبلغ حوالي 500 مليون يورو. ويهدف هذا الجزء، الذي يربط غروß-إنتسرسدورف بـ زوسنبرون، إلى الوصول إلى مدينة زيهشتادت آسبيرن (Seestadt Aspern) عبر ما يسمى S1-Spange (وصلة S1). أما المرحلة الثانية فستشمل نفق لوباو نفسه، ومن المتوقع أن تبدأ أعمال البناء في عام 2030 بتكلفة تقدر بـ 2.2 مليار يورو. ولا تزال الإجراءات القانونية المتعلقة بهذا القسم الثاني قائمة، ومن المقرر أن يبدأ التنفيذ فقط بعد الانتهاء القانوني والحصول على الموافقات النهائية.
الخلفية التاريخية والتحديات القانونية
تعود القصة الطويلة لنفق لوباو، كجزء من طريق S1 السريع، إلى عام 2001. وبينما كان هناك حديث في البداية عن جسر سادس فوق نهر الدانوب، أصبح النفق “القلب” المتنازع عليه للمشروع بعد الانتهاء من التقييم البيئي الاستراتيجي في عام 2003. وفي عام 2021، تم تعليق المشروع مؤقتاً من قبل وزيرة النقل آنذاك ليونوره غيفيسلر.
وشمل مشروع الالتفاف الشمالي الشرقي أيضاً طريقين رابطين مثيرين للجدل، وهما S1-Spange بطول 4.6 كيلومترات بين عقدة رازدورف (Raasdorf) ومنطقة زيهشتادت، وطريق آخر بطول 3.2 كيلومترات يمر عبر حي دوناو-شتادت (Donaustadt) في فيينا لربط طريق A23 السريع (مخرج هيرششتيتن Hirschstetten) بـ S1-Spange.
استغرقت دراسة تقييم الأثر البيئي (UVP) لنفق لوباو حوالي تسع سنوات، حيث قدمت أسفيناغ المشروع في عام 2009. وبعد العديد من الشكاوى، أعطت المحكمة الإدارية الفيدرالية الضوء الأخضر للبناء في ربيع عام 2018 بشروط معينة، ولكن النزاعات القانونية لا تزال مستمرة. وتجدر الإشارة إلى أن نفق لوباو لم يعد مُدرجاً في برنامج بناء أسفيناغ منذ سبتمبر 2022، لكن الطريق السريع الدائري الخارجي لـ فيينا لا يزال مُدرجاً في قانون الطرق الفيدرالي (BStG 1971). ومع ذلك، أوصت “المراجعة الاستراتيجية للنقل” (SP-V) التي أطلقتها الوزيرة غيفيسلر في عام 2022 ونُشرت في عام 2025 بحذف النفق من هذا القانون، حيث قدرت التكاليف الإجمالية في تلك المراجعة بـ 2.4 مليار يورو.



