بعد رصد 5 حالات: النمسا تعلن “خطراً متزايداً” من إنفلونزا الطيور ابتداءً من اليوم
أعلنت النمسا حالة “خطر متزايد” (erhöhtes Risiko) لإنفلونزا الطيور (Vogelgrippe) ابتداءً من يوم الاثنين، وذلك بعد ظهور الحالات الأولى من المرض في البلاد. وكانت وزارة الصحة قد أصدرت الإشعار الرسمي بهذا الخطر يوم الجمعة الماضي. وتهدف الإجراءات الجديدة إلى “منع اتصال الطيور البرية بالدواجن المنزلية (Hausgeflügel) وبالتالي الحيلولة دون انتقال طاعون الطيور (Vogelpest) إلى الماشية المحلية”، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
وعلى الرغم من أنه لا توجد حالياً إلزامية لوضع الدواجن في الحظائر (Stallpflicht)، فإن السلطات تنصح باتباع تدابير نظافة أكثر صرامة. وتنص الإرشادات على ضرورة حماية الدواجن “بأفضل طريقة ممكنة من الاتصال بالطيور البرية”، وذلك عبر استخدام الشباك على سبيل المثال. ويجب أن تتم عملية تغذية وسقي الحيوانات داخل الحظيرة (Stall) أو تحت مظلة.
كما يجب تنظيف وتطهير وسائل النقل وأماكن التحميل والمعدات “بعناية خاصة”. ويتوجب على المربين إبلاغ السلطات المختصة إلزامياً في حال انخفاض استهلاك الدواجن للطعام والشراب، أو إذا قل إنتاج الدجاجات للبيض، أو في حال ازدياد نفوق الحيوانات.
رصد خمس حالات في الطيور البرية
وفيما يتعلق بالوضع في النمسا، صرح Ulrich Herzog، رئيس قسم صحة المستهلك في وزارة الصحة، لـ Ö1 في نهاية الأسبوع: “حتى الآن، رصدنا خمس حالات لطيور برية مصابة بفيروس H5N1 في النمسا. ولهذا السبب سنتخذ إجراءاتنا خطوة بخطوة.”
تم الإبلاغ عن أولى حالات إنفلونزا الطيور شديدة الضراوة (HPAI) في الطيور البرية في منطقة كارنتن في نهاية شهر سبتمبر، وفي النمسا السفلى في أوائل شهر أكتوبر. وفي أحدث التطورات، أكدت الغرفة الزراعية في النمسا العليا يوم الجمعة أنه تم اكتشاف إنفلونزا الطيور لدى أربع بجعات نافقة في Enns. وتم التحذير من أنه من المتوقع حدوث المزيد من التفشي مع هجرة الطيور الخريفية المهاجرة.
“الروية بدلاً من الهستيريا”
وأعلنت مستشارة الولاية Michaela Langer-Weninger (من حزب ÖVP) في بيان صدر بعد ظهر يوم الجمعة، أنه تم تأكيد إنفلونزا الطيور لدى بجعة نافقة واحدة فقط حتى الآن في Oberösterreich. وشددت قائلة: “المهم الآن هو الروية بدلاً من الهستيريا. فمن خلال التصرف الحكيم، يمكننا أن نبقي خطر انتقال العدوى إلى قطعان الدواجن المنزلية منخفضاً”.
وأكدت مستشارة الولاية أنه لا يوجد خطر على البشر، حيث أن خطر انتقال إنفلونزا الطيور من الحيوان إلى الإنسان منخفض جداً، كما تم استبعاد انتقال الفيروس عبر الأغذية. وتُعرف إنفلونزا الطيور، والتي تسمى أيضاً طاعون الدواجن (Geflügelpest)، بأنها مرض معدٍ غالباً ما يكون قاتلاً يصيب العديد من أنواع الطيور والدواجن.
ألمانيا: الخبراء لا يتوقعون انحساراً وشيكاً للموجة
تنتشر إنفلونزا الطيور حالياً في العديد من الدول الأوروبية. وفي ألمانيا، لا يتوقع الخبراء انحساراً سريعاً للموجة الحالية. ومع ذلك، يرى معهد Friedrich-Loeffler-Institut (FLI) أنه من المحتمل أن يتجه نشاط العدوى نحو الجنوب. وقالت رئيسة المعهد Christa Kühn: “نلاحظ استمراراً في ارتفاع الأعداد، ولا يلوح في الأفق أي هدوء في الوضع”، مضيفة: “يمكن قراءة مسار هجرة الطيور الخريفية نحو الجنوب الغربي بوضوح على خريطة أوروبا من خلال حالات الطيور البرية المصابة.”
ومنذ بداية سبتمبر حتى نهاية أكتوبر، سجل معهد Loeffler لصحة الحيوان في ألمانيا حوالي 50 تفشياً لإنفلونزا الطيور في مزارع الدواجن التجارية. وتضاعف العدد تقريباً في غضون أسبوع واحد. وتم قتل والتخلص من أكثر من 500,000 دجاجة وبطة وإوزة وديك رومي كإجراء وقائي للحد من انتشار الوباء. وكانت الولايات الفيدرالية الأكثر تضرراً حتى الآن هي Niedersachsen و Brandenburg و Mecklenburg-Vorpommern و Schleswig-Holstein.
لقد تجاوز العدد الإجمالي للمزارع المتضررة المسجلة في عام 2025 والبالغ 85 مزرعة، قيمة عام 2017، الذي شهد ثالث أعلى انتشار لطاعون الدواجن في ألمانيا. وكانت أسوأ الأوبئة قد حدثت في عامي 2021 و 2022.
العديد من الإصابات في الطيور البرية
وفقاً لمعهد Friedrich-Loeffler-Institut، لا يزال طاعون الدواجن يحصد العديد من الضحايا بين الطيور البرية. حيث تم اكتشاف فيروس H5N1 في حوالي 250 من جثث الحيوانات المرسلة إلى المختبر المرجعي. لكن نظراً لديناميكية الوضع، فإن هذه البيانات هي مجرد لقطات لحظية، والعدد الفعلي للحيوانات النافقة هو أعلى بكثير.والأمر المثير للانتباه هذا العام، هو أنه على الرغم من الانتشار الواسع للفيروس، لم يتم اكتشاف أعداد كبيرة من البط البري أو الإوز البري النافق حتى الآن. لكن إنفلونزا الطيور تسببت في هذا الخريف في نفوق جماعي للطيور بين طيور الكركي (Kranichen) بشكل خاص. وهذه الظاهرة تُلاحظ بهذه الصورة في ألمانيا لأول مرة. بعد العثور على طيور كركي نافقة، كانت ولايتا Saarland و Hamburg هما أولى الولايات الفيدرالية اللتين أمرتا بفرض إلزامية الحظائر على مستوى الولاية للدواجن المستخدمة في الإنتاج. وفي عدد من الولايات الفيدرالية الأخرى، يتم تطبيق إلزامية الحظائر في مناطق محددة.



