بعد عام على وقوع المأساة.. نقص الأكسجين في الارتفاعات العالية هو السبب المرجح لتحطم طائرة في منطقة براند النمساوية في فورارلبرغ

فييناINFOGRAT:

بعد مرور عام على حادث تحطم طائرة صغيرة في منطقة براند النمساوية في فورارلبرغ، أعلنت السلطات النمساوية أن السبب المرجح وراء الكارثة هو نقص الأكسجين على ارتفاعات شاهقة. كان الطيار قد أبلغ قبل فترة وجيزة عن “مشاكل في الأكسجين”، قبل أن تتحطم الطائرة، وكشف التقرير الختامي أن ترخيص الطائرة الصغيرة كان منتهي الصلاحية منذ حوالي عام، مما جعل الرحلة غير قانونية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

أصدرت هيئة تحقيقات السلامة الفيدرالية (SUB) في النمسا تقريرها الختامي حول حادث تحطم الطائرة الذي وقع في منطقة براند التابعة لمقاطعة بلودينز في ولاية فورارلبرغ يوم 26 أغسطس 2024، وأكدت فيه أن نقص الأكسجين على ارتفاعات عالية هو السبب المحتمل وراء الحادث الذي أودى بحياة الطيار.

إشارة استغاثة قصيرة ومسار طيران خاطئ

أوضح التقرير أن الطيار، الذي كان مسافراً بمفرده، واجه على ما يبدو مشاكل في إمداد الأكسجين بسبب تحليقه على ارتفاع عالٍ جداً. وقد أبلغ الطيار عبر الراديو: “أطلب خفض الارتفاع لتجنب مشاكل الأكسجين” (Request lower to avoid oxygen problems). وعلى الفور، تم منحه الموافقة على خفض الارتفاع، لكن لم ترد منه أي ردود أخرى بعد ذلك.

أظهرت بيانات الرادار اللاحقة معدلات هبوط حادة ومنعطفات ضيقة. من المرجح أن الطيار لم يكن مزوداً بكمية كافية من الأكسجين على ذلك الارتفاع الشاهق، مما أفقده القدرة على التصرف.

عدم ملاءمة نظام الأكسجين للارتفاع المذكور

أشار تقرير التحقيق إلى أن جهاز قنية الأنف المستخدم لتنظيم الأكسجين كان مناسبًا فقط للارتفاعات التي تصل إلى حوالي 5,500 متر. أما في الارتفاعات الأكبر، كما كان الحال في هذه الرحلة حيث بلغ الارتفاع حوالي 8,000 متر، فإن خطر الدوار وفقدان الوعي يتهدد الطيار سريعاً، وهو ما يفسر فقدانه للقدرة على التحكم بالطائرة.

بعد ذلك بفترة وجيزة، دخلت الطائرة في هبوط حلزوني. وبسبب السرعة العالية، تعرض هيكل الطائرة لقوى هائلة أدت إلى انفصال الأجنحة وذيل الطائرة، وتحطمها في الجو. وأكد التقرير أن الأعطال الفنية أو سوء الأحوال الجوية لم يكن لها أي دور في الحادث.

مخالفات تنظيمية وقانونية جسيمة

بالإضافة إلى العوامل الفنية والطبية، وثقت هيئة التحقيق عدة أوجه قصور تنظيمية في عمل الطائرة. فقد تبين أن نظام الأكسجين في الطائرة كان قد تم “إيقافه رسمياً” في عام 2022، ولكن تم تركيب خزان أكسجين لاحقاً دون وجود أي دليل أو إثبات على تركيبه أو فحصه أو تعبئته. كما تم إيقاف تشغيل نظام تدفئة المقصورة بموجب تعليمات صلاحية الطيران.

الأمر الأكثر خطورة هو وجود مخالفة قانونية جسيمة: فقد انتهت صلاحية التسجيل الأمريكي للطائرة منذ نهاية عام 2023. وبناءً على ذلك، لم يكن من المفترض تشغيل الطائرة على الإطلاق.

ولهذا السبب، أوصت هيئة تحقيقات السلامة الفيدرالية النمساوية هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) بضرورة تشديد الرقابة على تغيير ملكية الطائرات والرحلات الدولية مستقبلاً، من أجل الكشف عن حالات مماثلة بسرعة أكبر. يذكر أن الحادث وقع في منطقة وعرة شمال جبل شيسابلانا (Schesaplana)، وقد أدت كثافة الضباب إلى صعوبة بالغة في العثور على حطام الطائرة، بمشاركة أكثر من 200 فرد من فرق الإنقاذ.

مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى