بعد 14 ساعة احتجاز.. منظم رحلات نمساوي يقدم 66 يورو تعويضاً عن ‘رحلة الرعب’ المصرية
تعرضت مسافرة نمساوية تُدعى Karin B. ورفيقتها لما وصفتاه بـ “رحلة الرعب” أثناء عودتهما من إجازة في الغردقة بـ مصر إلى فيينا بـ النمسا، حيث احتُجِزتا مع نحو 130 راكباً آخر لمدة 14 ساعة في مطار الغردقة، عانوا خلالها من نقص حاد في المياه والطعام وغياب للمعلومات، بالإضافة إلى الحبس لساعات داخل حافلة متوقفة، وقد تحولت رحلة العودة المقررة في الخامس من أكتوبر 2025 إلى كابوس، ما دفع المسافرتين إلى تقديم شكوى ضد منظم الرحلات النمساوي ETI-Reisen، بحسب صحيفة Heute النمساوية.
بدأت تفاصيل الواقعة التي روتها Karin B. (65 عاماً) وصديقتها، عندما تم اصطحاب الركاب من فنادقهم في تمام الساعة 3:15 صباحاً للتوجه إلى مطار الغردقة الدولي، استعداداً لرحلة العودة التي كان من المقرر إقلاعها في الساعة 6:45 صباحاً. كانت الرحلة بأكملها، بما في ذلك تذكرة العودة، محجوزة عبر شركة ETI-Reisen النمساوية.
بعد الانتهاء من إجراءات تسجيل الوصول (Check-in)، صعد الركاب إلى حافلة كان من المفترض أن تقلهم إلى الطائرة. تتذكر Karin B. قائلة: “صعدنا إلى الحافلة الأولى، سارت دورة ثم توقفت. اعتقدنا في البداية أن سلم الطائرة مفقود – لكن لم يحدث شيء لفترة طويلة.” تكرر هذا السيناريو ثلاث مرات: قيادة قصيرة عبر مدرج الطائرات، ثم توقف طويل أمام صالة الترانزيت بالمطار، قبل إطفاء محرك الحافلة. وأوضحت المسافرة أن “نظام تكييف الهواء بالطبع يعمل فقط عندما يكون المحرك قيد التشغيل”، مشيرة إلى أن هذا حدث وهي داخل الحافلة.
الحبس في الحافلة والانهيار
ذكرت المسافرة بلهجة غاضبة أنهم “لم يسمحوا لنا بالخروج من هذه الحافلة لمدة ساعة ونصف، كانت الأبواب مغلقة!”، مشيرة إلى أن الركاب بدأوا ينهارون من حولها بسبب الحرارة الشديدة. كما تحدثت “Heute” مع صديقة Karin B.، والتي تعرضت لنوبة هلع (Panikattacke) خلال هذه المحنة بأكملها. وبحسب الرواية، لم يبدِ سائق الحافلة أي اهتمام بالوضع، مما دفع أحد الركاب الشباب إلى التصرف من تلقاء نفسه، حيث “ألقى بنفسه على الباب – وفي النهاية انفتح”.
بعد ذلك، ساعد موظفو المطار الركاب الذين كانوا في حالة ارتباك وتوتر ونقلوهم إلى صالة الترانزيت، حيث كان من المفترض أن ينتظروا رحلتهم. إلا أن الانتظار طال لساعات عديدة أخرى.
نقص الإمدادات والاعتذار الباهت
قالت Karin إنه “شيئاً فشيئاً بدأ الناس يفقدون أعصابهم. كان هناك أطفال رضع يبكون. وكبار السن لم يعودوا قادرين على الاحتمال.” بعد ساعتين، بدأ شعور الركاب بالجوع والعطش. وتم توفير بعض السندويشات وقطع البيتزا وعدد قليل من زجاجات المياه، لكن المسافرة أكدت أن “الماء لم يكن كافياً. البعض أخذ أكثر بكثير – ولم يتبق شيء للآخرين.”
لم يتم تقديم أي معلومات في المطار حول موعد إقلاع الطائرة أو مدة البقاء في الغردقة. وفي النهاية، علم الركاب من خلال خط ساخن هاتفي أن “الطائرة بها عطل – ويجب تنظيم طائرة جديدة”.
في حوالي الساعة 14:30 ظهراً بالتوقيت المحلي، وردت معلومات تفيد بأنه تم ترتيب طائرة جديدة قادمة من ألمانيا، وأن وصولها إلى الغردقة سيستغرق ساعتين. وعلقت المسافرة قائلة: “أقلعنا بعد ذلك في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي – بتأخير 14 ساعة”.
التعويض غير المقبول من ETI-Reisen
بمجرد وصولهما إلى فيينا، قدمت Karin B. وصديقتها شكوى إلى شركة ETI-Reisen. وجاء الرد سريعاً من منظم الرحلات النمساوي: “نأسف جداً لتأثركم بتأخير كبير في الرحلة الجوية من الغردقة إلى فيينا في 5 أكتوبر 2025. على الرغم من جميع الجهود والتدخلات، لم تتمكن شركة Nile Air للأسف من ترتيب طائرة بديلة في الوقت المناسب.”
أما التعويض المقدم فكان مبلغ 66 يورو لـ Karin وصديقتها معاً، بالإضافة إلى قسيمة شراء بقيمة 100 يورو لكل شخص. وأعربت المسافرتان عن استيائهما الشديد قائلتين: “هذه وقاحة – ما الذي يمكن فعله بهذا؟ بالتأكيد لن أحجز مجدداً عن طريق هذا المكتب”. كما صرحت Karin B. بأنها لن تزور مصر مستقبلاً بسبب التجارب السيئة التي مرت بها هناك.
من جانبها، سألت صحيفة “Heute” شركة ETI-Reisen عن الحادث. وجاء الرد من فريق خدمة العملاء: “ETI كمنظم رحلات ليس لها علاقة تعاقدية مع مشغل المطار وليس لديها أي تأثير على تصرفات موظفي المطار بشكل عام. بغض النظر عن ذلك، كانت ETI بالطبع متاحة كجهة اتصال للمسافرين وتأسف لتأخير الرحلة. وبما أن ETI ليس لديها معلومات نهائية حتى الآن بخصوص الحوادث، فلا يمكن التعليق عليها.”



