بورغنلاند تفتتح ثاني أكبر منشأة شمسية في أوروبا بهدف إنتاج طاقة صديقة للبيئة

أُقيمت في مدينة تسورندورف (Zurndorf) الواقعة في منطقة نويزيدل أم زي (Bezirk Neusiedl am See) بأقصى شرق النمسا في مقاطعة بورغنلاند، منشأة ضخمة للطاقة الشمسية على الأسطح، هي الأكبر في النمسا والثانية من نوعها على مستوى أوروبا، وذلك بهدف إنتاج طاقة كهربائية صديقة للبيئة، عبر تعاون مشترك بين شركة “بورغنلاند إنيرجي” (Burgenland Energie) وشركة “بيشبك” (Püspök).

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، جاء هذا المشروع كجزء من توسعة محطة طاقة شمسية قائمة على سطح المخزن المركزي لسلسلة متاجر الأثاث الشهيرة “XXXLutz”. وتمتد المنشأة الجديدة على مساحة تعادل 30 ملعب كرة قدم، أي ما يقارب 20 هكتاراً. ومن المخطط أن تضم عند اكتمالها نحو 35,000 لوح شمسي.

وأكدت “بورغنلاند إنيرجي” أن الطاقة الإجمالية للمحطة ستبلغ عند التوسعة نحو 20 ميغاواط، قادرة على إنتاج أكثر من 20 مليون كيلوواط ساعي سنوياً. هذا الإنتاج الضخم سيُغذي المنطقة المحيطة بالطاقة النظيفة والمستدامة.

“مشروع يفوق التوقعات”

وفي مؤتمر صحفي بمناسبة الإعلان عن المشروع، وصف ستيفان شارما (Stephan Sharma)، رئيس مجلس إدارة “بورغنلاند إنيرجي”، المشروع بأنه “مشروع يفوق التوقعات”، مضيفاً: “إنه بمثابة هبوط على سطح القمر بالنسبة لمستقبل الطاقة في النمسا”.

وأشار شارما إلى أن المشروع يُنفذ في موقع رمزي، حيث شهدت بلدة تسورندورف عام 1997 تركيب أول توربينات رياح في إقليم بورغنلاند. وبحسب لوكاس بيشبك (Lukas Püspök)، المدير التنفيذي لمجموعة شركات Püspök، فإن المنشأة الشمسية الجديدة ستُدمج مع طاقة الرياح لتعمل بتكامل في شبكة الطاقة.

تكامل مباشر مع شبكة التوزيع

وأشار بيشبك إلى ميزة موقع المنشأة، موضحاً: “هذا السطح يقع مباشرةً بجانب محطة تحويل كهرباء كبيرة، وأيضاً بجانب توربينات الرياح. يُضخ التيار من هنا إلى شبكة النقل عبر نفس الخط الذي تستخدمه توربينات الرياح. وهذا يُتيح تزويد المنطقة، بل وحتى الشركات والمنازل خارج المنطقة، بالكهرباء النظيفة مباشرةً”.

محطة مستدامة رغم الجدل البيئي

وقد تعرض المخزن المركزي التابع لـ”XXXLutz” عند إنشائه لانتقادات من نشطاء بيئيين. إلا أن الشركة تسعى اليوم لتأكيد التزامها بالاستدامة. وصرّح ألويس كناوزيدر (Alois Knauseder)، رئيس قسم البناء في الشركة: “نحرص على تزويد جميع مشاريعنا، ما أمكن، بأسطح خضراء ومنشآت شمسية، لأننا نسعى منذ عقود إلى تحقيق استقلالية طاقوية”.

انسجام مع خطة الطاقة في الولاية

من جانبها، اعتبرت دانييلا وينكلر (Daniela Winkler)، وزيرة الولاية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، أن المشروع يتماشى تماماً مع خطة الطاقة لإقليم بورغنلاند. وأكدت خلال تقديم المشروع أن المنشأة الضخمة الجديدة ستُنجز بالكامل خلال العام الجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى