تانر: التغيرات في سوريا تؤثر على الجيش النمساوي وأوضاع الأمن في المنطقة
فيينا – INFOGRAT:
في إطار زيارة لها إلى بعثة الناتو في كوسوفو، تحدثت وزيرة الدفاع النمساوية، كلاوديا تانر، عن التغيرات الكبرى التي شهدتها الأوضاع في سوريا، مشيرة إلى أن نهاية نظام الأسد تمثل نقطة تحول هامة، وأضافت تانر أن هذه التغيرات قد تكون بداية لتطورات إيجابية، إلا أنه من المهم مراقبة تطور الأوضاع بعناية لمعرفة ما إذا كان بالإمكان تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وبحسب صحيفة kleinezeitung النمساوية، قالت تانر: “إن نهاية النظام السوري تشكل خطوة إيجابية، ومن الأخبار الجيدة أنها قد تفتح الباب أمام إمكانية تحقيق الاستقرار، وهو أمر مهم بالنسبة للاجئين السوريين، كما يمكن أن يؤثر على الوضع الأمني في منطقة الشرق الأوسط ككل” في سياق متصل، أضافت تانر أن النمسا لديها قوات متمركزة في لبنان في إطار مهمة الأمم المتحدة “يونيفيل” حيث يوجد حاليا 163 جندياً، مشيرة إلى أن الوضع في لبنان يتأثر بشكل مباشر بما يحدث في سوريا، وهو ما يتطلب أن يظل الجيش النمساوي مستعداً لمهام أمنية في المنطقة.
الجيش النمساوي: تحديات في إيجاد قوات لبعثات خارجية
بخصوص التحديات التي يواجهها الجيش النمساوي في تجنيد عدد كافٍ من الجنود للبعثات الخارجية، قالت تانر إن الجيش لا يزال يواجه صعوبة في تحقيق معدل ملء كافٍ للوظائف العسكرية في الخارج. وأكدت أن الجيش قادر حالياً على تحقيق نسبة تعبئة تبلغ 88% من طاقته في كوسوفو، ولكن هذه النسبة كانت دائماً في تقلص، ما يفرض البحث عن حلول بديلة. وأضافت أنه تم التواصل مع موظفي الشركات النمساوية الكبرى مثل “Kika/Leiner” و” KTM” للاستفادة منهم في القوات المسلحة النمساوية، حيث سيتم تقديم عروض لهم من أجل الانضمام إلى الجيش، رغم بعض المخاوف المتعلقة بالفوارق في الدعم المالي بين القطاع الخاص والقطاع العام.
مستقبل تدخلات النمسا في الشرق الأوسط وأوروبا
وفيما يتعلق بالمشاركة المحتملة للجنود النمساويين في مهام المراقبة العسكرية في أوكرانيا، أوضحت تانر أن هذا السيناريو بعيد المنال في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن النمسا ستظل تركز في مهماتها العسكرية على منطقة البلقان، كما هو الحال في كوسوفو ولبنان. أما بالنسبة لمشاركة النمسا في التدخلات العسكرية الأوروبية السريعة، فقد أكدت أنه لا يوجد تصور حالي لمشاركة النمسا في مهمات تتعلق بأوكرانيا، لكن النمسا ستظل تشارك في خطط الاتحاد الأوروبي للتدخل السريع في حالات الأزمات، خاصة في مجالات الخبرة اللوجستية.
خطط لتطوير الدفاع الجوي النمساوي وسط أجواء غير مستقرة
من جانب آخر، أكدت تانر على أن النمسا تواصل جهودها لتطوير قدرات دفاعها الجوي من خلال المشاركة في مبادرة “Sky-Shield” الأوروبية التي تشمل توفير أنظمة دفاع جوي متطورة. وأضافت أن هذه الخطط تواجه تحديات مالية، حيث يصل حجم الميزانية المخصصة لهذه المنظومة إلى 4.5 مليار يورو، لكنها أكدت أنه من الضروري تأمين المجال الجوي النمساوي في ظل الظروف الحالية.
استراتيجية تحديث المعدات العسكرية وتحديات الميزانية
فيما يتعلق بتحديث الأسلحة والمعدات العسكرية، أكدت تانر أن الجيش النمساوي لا يقتصر على شراء معدات جديدة، بل يواصل تحديث المعدات القديمة لضمان جاهزيتها لمهام المستقبل. وأشارت إلى أن النمسا تعمل على الحفاظ على خطط مستدامة من خلال قانون “تمويل الدفاع الوطني”، الذي يضمن زيادة سنوية في الميزانية العسكرية.



