تبرئة صومالي من تهمة “لكمة قاتلة” في فيينا بسبب ضعف الأدلة ومصداقية الشهود
فيينا – INFOGRAT:
برأ القضاء النمساوي، أمس رجلاً في الأربعين من عمره من تهمة توجيه لكمة قاتلة لأحد معارفه في محطة Westbahnhof بفيينا بتاريخ 19 أغسطس/آب 2024، بعد أن اعتبر الشاهد الرئيسي غير موثوق به، فيما أدين المتهم بجرائم أخرى وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات دون وقف التنفيذ.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، جاء القرار عن محكمة فيينا الإقليمية (Wiener Landesgericht)، حيث استند القضاة في حكمهم إلى انعدام اليقين الكافي لإدانة المتهم بتهمة القتل، بعدما وصفوا الشاهد الذي استندت إليه النيابة العامة بأنه «غير جدير بالثقة» و«ذو مصداقية محدودة».
الشك يبرّئه من القتل.. ولكن الإدانة في تهم أخرى
المتهم، وهو صومالي الأصل وله 11 إدانة سابقة، نفى ارتكابه للجريمة القاتلة. وقد تمت تبرئته مما اعتبرته المحكمة التهمة المركزية، وهي توجيه ضربة قاتلة أدّت إلى وفاة الضحية البالغ من العمر 29 عاماً، وذلك بسبب الشك المعقول في صدق الشهادة المقدّمة ضده.
إلا أن المحكمة أدانته في قضايا جانبية أخرى، شملت ثلاث محاولات لإحداث إصابات جسدية خطيرة، بالإضافة إلى سرقة عطور وأحذية، وقررت بناءً على سوابقه إصدار حكم بالسجن ثلاث سنوات غير مشروطة، وقد وافق المتهم على الحكم بعد التشاور مع محاميه، بينما لم تُصدر النيابة العامة أي تعليق فوري، ما يجعل الحكم غير نهائي حتى اللحظة.
تفاصيل الحادث القاتل
ووفقاً للنيابة العامة، فإن الحادث الذي وقع في Westbahnhof بدأ عندما نشب شجار بين المتهم والضحية، انتهى بأن قام الأول بضرب الأخير بعلبة بيرة على رأسه، ثم وجه له لكمة قوية على وجهه، ما تسبب في سقوطه إلى الوراء وارتطامه بالأرض، وأدى ذلك إلى نزيف دماغي حاد.
رغم تدخل المسعفين بسرعة، ظل الضحية في غيبوبة حتى توفي في 22 أغسطس/آب في المستشفى، بسبب نقص حاد في الأوكسجين الواصل إلى الدماغ (Sauerstoffunterversorgung des Gehirns).
شاهد الاتهام: “إسلامي مشتبه به”
لكن المحكمة رأت أن الرواية التي قدمها شاهد الاتهام لم تثبت بالقدر القانوني اللازم للإدانة. وأفاد المتهم، إضافة إلى شاهد آخر، بأن شخصين من أصول عربية كانا طرفي الشجار مع الضحية، وأنه سقط أرضاً خلال ذلك الاشتباك.
كما كشف تقرير صادر عن مكتب فيينا لحماية الدولة ومكافحة التطرف (Landesamt Staatsschutz und Extremismusbekämpfung – LSE)، وقد قُدم للقضاء، أن شاهد النيابة هو “إسلامي مشتبه به”، وكان قد قدّم روايات متضاربة حول ما جرى، ما أضعف مصداقيته بشكل حاسم.
إدانات سابقة بالعنف الجسدي
في المقابل، ثبت للمحكمة أن المتهم ارتكب ثلاث هجمات عنيفة بين 21 يونيو/حزيران و11 أغسطس/آب. في حالتين، ضرب رجلين بزجاجة على الرأس، وفي الثالثة وجه ضربة بقبضته لوجه الضحية وطرحه أرضاً باستخدام حركة إسقاط من نوع رمية الحوض (Hüftwurf).



