تحت شعار “لأردّ لك الجميل”.. إطلاق الجمعية الوطنية السورية في النمسا وسط آمال كبيرة ووعود بالمستقبل

فييناINFOGRAT:

شهد فندق ibis في العاصمة النمساوية فيينا، مساء الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 2025، فعالية حاشدة حضرها حوالي من 250 شخص من أبناء الجالية السورية والعربية وعدد من الضيوف من خارج فيينا، وذلك بمناسبة الإعلان الرسمي عن انطلاق الجمعية الوطنية السورية في النمسا، التي تم تسجيلها قانونيًا في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. وجاء الحدث تحت شعار لافت هو «لأردّ لك الجميل»، في أجواء احتفالية غلب عليها الطابع الاجتماعي والثقافي.

ترأس الحفل سامي العبود، رئيس الجمعية، الذي رحّب بالحضور مؤكداً أن الجمعية تهدف إلى توحيد الجهود بين السوريين في النمسا، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الرسمية والجمعيات المدنية الأخرى، بما يخدم قيم الانتماء والعمل المشترك. وأشار في كلمته إلى أن الجمعية تسعى لأن تكون مظلة جامعة للسوريين، تحافظ على استقلالية كل جمعية في إدارتها المالية والقانونية، مع توحيد الطاقات نحو هدف وطني مشترك.

تخللت الفعالية كلمات لعدد من الشخصيات البارزة من الجالية السورية والعربية، من بينهم النائب في برلمان فيينا عن حزب الخضر جعفر بامبوق، الذي تناول أهمية الاندماج الإيجابي واحترام القوانين النمساوية، مشيراً إلى أن المشاركة المجتمعية والسياسية تعزز صورة الجالية السورية وتفتح آفاقاً أوسع للأجيال الجديدة. كما ألقت نور محمد علي كلمة عبّرت فيها عن فخرها بالإنجازات التي يحققها السوريون في بلاد الاغتراب، ودعت إلى تحويل التجارب الفردية إلى مشاريع جماعية تسهم في خدمة الوطن والمجتمع.

المهندس سامي العبود رئيس الجمعية الوطنية السورية في النمسا

وفي توضيح خاص لـ”النمسا ميديا”، قال المهندس سامي العبود، رئيس الجمعية، إن هذا النشاط يهدف إلى لمّ شمل السوريين في النمسا اجتماعياً وثقافياً، ولا يحمل أي أبعاد سياسية مرتبطة بدمشق بشكل مباشر، مؤكداً أن الحدث جاء بطابع ودي يجمع معظم أطياف المجتمع السوري. وأضاف العبود أن تكلفة اللقاء بلغت نحو 2000 يورو تم تغطيتها بالكامل من تبرعات الأعضاء، مشيراً إلى وجود دعم واسع من أبناء الجالية، حيث شارك في الحفل عدد من السوريين القادمين من مقاطعات نمساوية بعيدة، من بينها تيرول التي تبعد أكثر من ست ساعات قيادة عن فيينا. واختُتمت الأمسية بـ بوفيه مفتوح ضمّ تشكيلة من المقبلات والمشروبات الساخنة والباردة إضافة إلى الفواكه، ما أضفى جواً ودياً عائلياً على المناسبة.

وفي ختام الحفل، أصدرت الجمعية بيانها الختامي الذي أكدت فيه التزامها بالعمل الوطني المستقل بعيداً عن أي اصطفافات سياسية، مع الدعوة إلى دعم مسيرة البناء في سوريا وتعزيز التعاون مع المجتمع النمساوي في إطار الاندماج الإيجابي والاحترام المتبادل.

ورغم الحضور الواسع والروح الإيجابية التي سادت اللقاء، يظل التحدي الحقيقي أمام الجمعية وغيرها من المبادرات المشابهة هو تحويل هذه الخطابات الحالمة إلى عمل مؤسسي ملموس. فالجاليات العربية والسورية تحديداً في أوروبا اعتادت منذ سنوات على سيل من الوعود عن “البدايات الجديدة” و”العمل المشترك”، لكن القليل فقط من هذه المبادرات استطاع أن يترجم أقواله إلى مشاريع واقعية. فبين الحلم والعمل، مساحة رمادية واسعة تحتاج إلى وضوح في الرؤية والتخطيط والاستمرارية أكثر من الشعارات والاحتفالات.

يبقى الأمل قائماً بأن تكون الجمعية الوطنية السورية في النمسا نموذجاً مختلفاً، يربط ما بين الحماس الأولي والبناء الفعلي طويل الأمد، لتتحول من فكرة ولدت في فندق إلى مؤسسة قادرة على الفعل والتأثير ضمن المجتمع النمساوي وبين أبناء الجالية.ويمكن متابعة أخبار الجمعية عبر موقعها الرسمي الناطق بالعربية والألمانية:

من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى