تحديات الجفاف في الجنوب ووفرة المحاصيل تُهدد الأسعار.. توقعات بموسم حصاد “متوسط إلى جيد” في النمسا

فييناINFOGRAT:

تتجه النمسا نحو الاحتفال بعيد الشكر والحصاد (Erntedank) في الفترة الممتدة من نهاية سبتمبر حتى نوفمبر، ويُعتبر أول يوم أحد في أكتوبر موعداً تقليدياً له. ومع استمرار الحصاد الخريفي في العديد من المناطق، تشير التوقعات إلى أن إجمالي الحصاد لهذا العام سيكون متوسطاً إلى جيد، بعد عام سابق غير مرغوب فيه. ورغم هذه النتيجة الإيجابية، إلا أنها لا تنطبق على جميع المقاطعات، كما أن وفرة المحاصيل قد تخلق تحديات خاصة بها، خصوصاً في مجال التسعير، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

استمرار حصاد الذرة والبطاطا والتوسع في الإطار الزمني

أفاد Andreas Pfaller، خبير النباتات في غرفة الزراعة النمساوية (LK)، في تصريح لـ ORF.at، بأن محاصيل مثل الذرة (Mais)، والبطاطا (Erdäpfel)، واليقطين (Kirbis)، والصويا (Soja)، وعباد الشمس (Sonnenblumen)، والشمندر السكري (Zuckerrüben)، لا تزال قيد الحصاد حالياً.

وأوضح Pfaller أن اختلاف سرعة نضج المحاصيل والتباينات المناخية الإقليمية تؤدي إلى سير الحصاد الخريفي بشكل “تدريجي متتابع”. مشيراً إلى أن بعض أصناف الذرة يمكن أن يستمر حصادها حتى شهر نوفمبر. كما لفت الخبير إلى أن التغير المناخي ساهم في جعل “نافذة الوقت المتاحة للحصاد في الخريف أوسع”.

وفي ظل استمرار الحصاد، يصعب تحديد حصيلة نهائية على مستوى النمسا بأكملها. ومع ذلك، تجرأ خبير الغرفة الزراعية على توقع “حصاد خريفي متوسط” بشكل إجمالي، مؤكداً أن الأحوال الجوية الحالية جيدة أيضاً.

الحبوب تتجاوز نتائج العام الماضي

على الرغم من أن حصاد الحبوب يتم في الصيف، باستثناء الذرة، وخلال فترة زمنية أقصر، إلا أن الأرقام الإحصائية تتيح تقييماً جيداً لها. وقد أظهرت دراسة مسح العائدات الصيفية التي أجرتها هيئة السوق الزراعية النمساوية (AMA) أن المحاصيل لكل هكتار تجاوزت نتائج العام الماضي في جميع أنواع الحبوب تقريباً.

وأكدت هيئة (AMA) لـ ORF.at أن هطول الأمطار في الربيع كان كافياً وموزعاً بشكل جيد. ورغم ذلك، تسببت موجة الحر الأولى في يونيو بتأثير محدود، خاصة على محصول القمح، مما حال دون تحقيق “رقم قياسي جديد في الحصاد، رغم تحقيق عائد جيد”.

وفيما يخص الحجم المطلق، بلغ إجمالي محصول الحبوب هذا العام 3.1 مليون طن، بزيادة قدرها 0.3 مليون طن عن العام الماضي. ولو لم تغرق أجزاء كبيرة من النمسا في مياه الفيضانات قبل عام بالضبط، لكانت الكميات أعلى. ففي سبتمبر 2024، تسببت الأمطار القياسية والفيضانات بمنع زراعة الحبوب الشتوية المبكرة (كالشيلم والقمح المهجن والشعير الشتوي) بالقدر المخطط له.

الجفاف يضرب ستيريا وكارينثيا بقسوة

لحسن الحظ، نجت النمسا هذا العام من ظواهر الطقس المتطرفة واسعة النطاق كتلك التي حدثت سابقاً. لكن هذا لا يعني أن المناطق الفردية لم تواجه تحديات، إذ من المتوقع أن تسجل مقاطعة كارينثيا ومقاطعة ستيريا عوائد إقليمية منخفضة جداً للمحاصيل الخريفية، وذلك بسبب “ظواهر الجفاف التي حدثت في الصيف”، وتحديداً موجة الحر في يونيو.

وكانت مزارع الذرة هي الأكثر تضرراً في المقاطعتين. ففي نهاية يونيو تبدأ نبتة الذرة بالإزهار وتصبح بحاجة إلى كميات أكبر من الماء. وقد أدى نقص المياه هذا العام خلال فترة الإزهار إلى انخفاض محصول الذرة بما يصل إلى 25%، وفقاً لما ذكره رئيس الغرفة الزراعية في كارينثيا، Siegfried Huber. كما تتوقع الغرفة الزراعية في كارينثيا نتائج متباينة لمحاصيل اليقطين الزيتي والبطاطا والصويا.

وفرة البطاطا تهدد الأسعار

تبدو الأمور أكثر إيجابية لمحصول البطاطا في أجزاء أخرى من البلاد، حيث يتوقع الخبير Pfaller “حصاداً جيداً جداً للبطاطا” في مناطق واسعة من النمسا. غير أن النمسا ليست وحدها في هذا الأمر، إذ أعلنت ألمانيا المجاورة مؤخراً أنها تتجه نحو تحقيق أكبر محصول بطاطا منذ 25 عاماً.

ولهذه الوفرة، التي تعد مفرحة في البداية، جانب سلبي يظهر جلياً في الأسعار، وفقاً لمبدأ العرض والطلب. فالمزارعون يتقاضون مقابل بطاطاهم أسعاراً أقل بكثير مما كانت عليه في العام الماضي. كما أن العرض الكبير يجلب معه صعوبات إضافية للمنتجين، حيث يرى Pfaller أن العيوب الصغيرة، الناجمة عن الآفات، يمكن أن تتحول إلى مشكلة، فالمشترون الذين يملكون خيارات واسعة يسهل عليهم رفض الكميات التي تحمل عيوباً.

فرحة في مزارع التفاح والكروم

من المتوقع أيضاً أن يكون حصاد التفاح ومزارع الكروم هذا العام جيداً في أجزاء كبيرة من البلاد. وفي فيينا، وصف بعض صانعي النبيذ هذا العام بأنه “موسم استثنائي” (Sensationsjahrgang).

وفي تقريرها الصادر مؤخراً عن “الفواكه والخضروات”، أشارت هيئة (AMA) إلى أنه “على الرغم من الأحداث المناخية المتطرفة محلياً من أمطار غزيرة وبرد ورياح عاصفة في مايو ويونيو، أدت ظروف الطقس المستقرة بشكل عام إلى تطور مرضٍ لمخزون التفاح المحلي”. ومن المتوقع أن يكون الحصاد في ستيريا هذا العام ضعف ما كان عليه في عام 2024.

ورغم تراجع أسعار التفاح بشكل طفيف أيضاً، إلا أن منتجي التفاح المحليين محصنون هذا العام من المنافسة الدولية المفرطة، حيث أدت موجة برد أثناء فترة الإزهار في العديد من دول أوروبا الشرقية إلى تدمير أجزاء كبيرة من المحصول، وهو مصير مألوف للعديد من المزارعين النمساويين من العام الماضي.

مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى