تحقيق يكشف انتهاكات جسيمة في نقل العجول من النمسا لأغراض الذبح في الخارج
فيينا – INFOGRAT:
كشفت منظمتان غير حكوميتين عن تجاوزات ممنهجة في نقل العجول من النمسا وألمانيا، إذ يتم ترحيلها وهي لا تزال في أسابيعها الأولى وتعتمد على حليب الأم، في رحلات طويلة تتجاوز 1400 كيلومتر إلى إسبانيا، حيث تُسمن هناك تمهيدًا لذبحها لاحقًا دون تخدير في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بحسب ما أفادت به منصة التحقيقات الصحفية The Marker ومنظمة حقوق الحيوان SoKo Tierschutz.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أشارت المنظمتان اليوم إلى مستندات تؤكد تصدير هذه الحيوانات إلى الخارج بهدف الذبح، وقد تقدمت منظمة SoKo Tierschutz بشكوى جنائية رسمية ضد المتورطين.
وفي شهر أبريل الماضي، وثق فريق التحقيق المشترك من The Marker وSoKo Tierschutz عملية نقل لعجول رضيعة من نقطة تجميع في ولاية بافاريا، حيث تُجمع العجول أسبوعيًا من مزارع إنتاج الحليب وتُحمّل لشحنها إلى الخارج.
مرت رحلة النقل عبر فرنسا وصولًا إلى نقطة تجميع في شمال شرق إسبانيا، حيث بقيت الشاحنة قرابة أربع ساعات إضافية دون تفريغ العجول، بعد نحو 18 ساعة من التنقل المتواصل. وبذلك وصلت مدة النقل الإجمالية إلى 22 ساعة، ما يُعد خرقًا صارخًا للحدود القصوى المقررة وفقًا للوائح الاتحاد الأوروبي. وقد قُدمت أيضًا شكوى قانونية ضد الشركة المسؤولة عن النقل.
المنظمة: إسبانيا مركز لتسمين الحيوانات الزائدة عن حاجة أوروبا
وبحسب المنظمتين، فقد نُقلت العجول من نقطة التجميع في إسبانيا عبر شاحنات محلية إلى مزارع التسمين في داخل البلاد. وتخصصت إسبانيا، بحسب التقرير، في تسمين العجول الذكور التي تُعد غير مربحة اقتصاديًا في دول مثل النمسا وألمانيا.
وفي إحدى منشآت التسمين، تم التعرف على عجول من ست دول مختلفة من خلال الأرقام التعريفية الموجودة في آذانها، وهي: النمسا، ألمانيا، التشيك، ليتوانيا، فرنسا، وإيرلندا. وبحسب القائمين على التحقيق، فقد زار الفريق ما مجموعه 11 حظيرة تسمين، ووثقوا حالات لعجول مريضة، تحتضر، أو نافقة.
وبعد التسمين، يُشحن جزء من هذه العجول عبر ميناء Tarragona الإسباني باتجاه شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ووفقًا لـ The Marker، فقد تم الحصول على قوائم التحميل الرسمية لعدد من سفن نقل الحيوانات من خلال منظمة Animal Welfare Foundation المعنية برفاهية الحيوانات. وتبيّن من تلك القوائم أن مصدر هذه الحيوانات يشمل مزارع الأبقار الحلوب من مختلف أنحاء النمسا.
وأوضحت المنظمتان أن شفافية تتبع مصير هذه الحيوانات تغيب فور خروجها من النمسا، كما يغيب الاهتمام السياسي بالموضوع، رغم أن عدد العجول التي صُدّرت من النمسا إلى دول الاتحاد الأوروبي لأغراض التسمين خلال عام 2024 فقط بلغ 34,207 رأسًا.



