تراجع الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي – ماذا يعني لأندرياس بابلر؟

بدأ منافسو أندرياس بابلر داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في التراجع واحدًا تلو الآخر. فهل يمكن أن تهدئ استقالات الشخصيات القيادية وتشكيل الحكومة الوضع المتأزم داخل الحزب الأحمر؟ أم أن الانقسام سيستمر ويؤدي إلى المزيد من الصراعات؟

وبحسب مقال نشرته صحيفة derstandard النمساوية، منذ الانتخابات الوطنية في أكتوبر، تغير أندرياس بابلر بشكل ملحوظ. أصبح خطابه أكثر هدوءًا وبطيئًا، واستخدم كلمات مثل “بناء” و”متحفظ”، بعيدًا عن خطابه الثوري السابق، تحول استراتيجي نحو الظهور كدولة ورجل سياسة معتدل، بعيدًا عن الظهور كمناضل يساري. هذه التحولات ترافق محادثات الائتلاف بين حزب الشعب النمساوي (ÖVP) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، والتي تشمل أيضًا حزب النيوس.

شهد الحزب في الأسابيع الأخيرة عدة استقالات لشخصيات بارزة من الجناح اليميني، مثل ديفيد إيغار من سالزبورغ، وميشيل ليندنر من النمسا العليا، وجورج دورناور من تيرول، الذي استقال بعد فضيحة صيد أساءت لسمعته. هذه الاستقالات تدل على تقلص الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي.

بينما ينقلب الجناح اليميني، يبدو أن بابلر يواجه فرصة للبروز. بعض خصومه السابقين قد تراجعوا، وفي يناير، سيواجه هانز بيتر دوسكوزيل، أقوى معارض لبابلر في بورغنلاند، انتخابات صعبة قد تؤدي إلى فقدان تأييد واسع له. هل سيؤدي ذلك إلى تراجع شرعيته في الحزب؟

وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة، تجرى مفاوضات مع حزب الشعب النمساوي التي قد تؤدي إلى تشكيل حكومة متشددة في مجال الهجرة، وهو ما قد يكون بمثابة حكومة قد ترفضها فئات يسارية أخرى في الحزب. البعض في الحزب يرى أن هذا التوجه ربما كان مستحيلًا تحت قيادة شخص آخر غير بابلر.

ومع ذلك، يبقى التساؤل قائمًا: هل سيتمكن بابلر من الاستمرار في قيادة الحزب وسط هذه التحديات؟ في حال تشكيل حكومة، يبدو أن منصب نائب المستشار سيكون من نصيبه، إلا أن التحديات السياسية قد تكون كبيرة إذا فشلت مفاوضات الائتلاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى