تسريب مقطع فيديو يكشف تحريض السفير الإسرائيلي في النمسا ضد الفلسطينيين
فيينا – INFOGRAT:
أثار مقطع فيديو مسرّب لسفير إسرائيل في النمسا، ديفيد رويت، جدلًا واسعًا بعد كشف تصريحات وُصفت بالتحريض المباشر ضد الفلسطينيين، خلال زيارة قام بها إلى دائرة “كلتوس” اليهودية في مدينة إنسبروك النمساوية.
في المقطع، ظهر أحد الحاضرين وهو يقول للسفير الإسرائيلي: “سألعب الغولف في غزة، سواء أحببت ذلك أم لا، أنا سعيد جدًا بوجودي هنا، أنا أمثل دولة إسرائيل بفخر”. وردّ عليه السفير بخطاب تحريضي صريح، زاعمًا: “لا يوجد أبرياء في غزة ولا مدنيون”، مضيفًا أن إسرائيل “لم تقتل الأطفال عمدًا”، لكنه في الوقت ذاته برر عمليات قتلهم، مشيرًا إلى أنه يؤيد فرض عقوبة الإعدام حتى على الأطفال الفلسطينيين، بحجة أنهم قد يحملون أسلحة أو قنابل.
وفي اعتراف خطير، أقرّ السفير بأن إسرائيل تحتجز الأطفال الفلسطينيين في سجونها لسنوات دون محاكمة، ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، وخاصة نصوص الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الأطفال والأسرى.
تهديد بتدمير غزة من جديد
لم تتوقف تصريحات السفير رويت عند التحريض على القتل، بل هدّد ضمنيًا بتدمير غزة مجددًا، متسائلًا بسخرية: “هل ستكون أوروبا مجنونة بما يكفي لاستثمار الأموال مرة أخرى في غزة؟ لأنه إذا فعلت، فسنضطر لتدميرها في المرة المقبلة، بمجرد أن لا تكون حماس موجودة”.
كما أشار إلى احتمالية تغيير القيادة الفلسطينية، ملمّحًا إلى إمكانية دعم بعض الدول العربية لهذا التوجه، قائلًا: “ربما ترامب؟ ربما بعض الدول العربية؟ ربما سنقتنع بطريقة مختلفة؟ وربما ستكون هناك قيادة فلسطينية بديلة، من داخل الفلسطينيين أنفسهم أو بمشاركة السلطة الفلسطينية”.
غضب واسع على منصات التواصل
أثارت هذه التصريحات غضبًا واسعًا بين نشطاء منصات التواصل الاجتماعي المناصرين للقضية الفلسطينية، حيث اعتبرها الكثيرون تحريضًا صريحًا على الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، خاصة الأطفال.
وأشار ناشطون إلى أن السفير الإسرائيلي يكشف بوضوح العقلية العنصرية والإجرامية التي تُغذي سياسات تل أبيب، من خلال تبنيه خطابًا يُشرعن التطهير العرقي والتصفية الجماعية ضد الفلسطينيين، دون تفريق بين مدنيين ومقاتلين أو أطفال وبالغين.
ورأى محللون أن هذه التصريحات تُعبر عن توجه خطير من المسؤولين الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين، وتكشف عن سياسة عدوانية متجذرة، تتهمها العديد من المنظمات الحقوقية الدولية بأنها تكرّس جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأشار المعلقون إلى أن هذه الممارسات لا تقتصر على التصريحات، بل تنعكس على الأرض عبر سياسات التهجير والقتل الجماعي، وهو ما يستدعي، وفقًا لهم، تحركًا دوليًا جادًا لمحاسبة إسرائيل على هذه الانتهاكات التي تُفاقم معاناة الفلسطينيين وتُهدد الاستقرار في المنطقة.
وكالات



