تغييرات مرتقبة في نظام دعم اللغة الألمانية بالنمسا.. نماذج تعليمية “تتمتع بالاستقلالية الذاتية” ومراجعة لاختبار MIKA-D
وافق الائتلاف الحكومي في النمسا والمكون من حزب الشعب النمساوي (ÖVP)، الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، وحزب النمسا الجديدة والليبرالي (NEOS) على إجراء تعديلات على فصول دعم اللغة الألمانية التي تُقدَّم للطلاب “غير العاديين”. وقد شمل القرار، الذي تم اتخاذه اليوم الأربعاء في مجلس الوزراء، إلغاء إلزامية إقامة دروس دعم اللغة الألمانية في فصول أو مجموعات منفصلة اعتبارًا من العام الدراسي القادم 2026/2027. وبدلًا من ذلك، سيُسمح للمدارس بتطبيق نماذج تعليمية ذات استقلالية ذاتية لتدريس اللغة الألمانية ضمن الفصل الدراسي العادي، وتتضمن الخطة أيضًا مراجعة لاختبار MIKA-D المثير للجدل الذي يقيس الكفاءة اللغوية، بالإضافة إلى تغييرات في قواعد إعادة السنة الدراسية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تاريخ الانتقادات للنموذج السابق
كانت فصول ومجموعات دعم اللغة الألمانية المنفصلة قد أُنشئت في العام الدراسي 2018/2019 من قبل الحكومة الائتلافية السابقة (ائتلاف “الأزرق والأسود”). وقد خُصص هذا النظام لأكثر من 48,000 طالب وطالبة مُسجَّلين تحت فئة “غير العاديين”.
تعرض هذا النموذج منذ لحظة تطبيقه لانتقادات مستمرة من الجهات العملية والأكاديمية. كما كشف تقرير تقييمي، كُلفت بإعداده وزارة التعليم في عهد حكومة حزب الشعب النمساوي (ÖVP) السابقة، عن الحاجة إلى إدخال تحسينات على النظام المتبع.
وزير التعليم: القاعدة الموحدة لم تحقق النجاح
أوضح وزير التعليم Christoph Wiederkehr (المنتمي لحزب NEOS) أن الحكومة عملت بالفعل على زيادة الموارد المخصصة لدعم اللغة الألمانية، ليصل عدد الوظائف المخطط لها إلى 1,300 وظيفة. وأشار إلى أن الهدف من منح المدارس مزيدًا من الاستقلالية الذاتية هو تحقيق نتائج أفضل في كل موقع تعليمي على حدة، بدءًا من العام الدراسي 2026/2027.
وأكد الوزير Wiederkehr أن قاعدة موحدة تنطبق على جميع المدارس لم تنجح ببساطة، وأن تجارب الماضي أثبتت ذلك.
السماح بالارتقاء حتى مع ضعف اللغة الألمانية
تعتزم الحكومة أيضًا اتخاذ إجراء لمواجهة ارتفاع نسبة الطلاب الذين يوصفون بـ “المتجاوزين للسن القانوني” في النمسا مقارنة بالمعايير الدولية. وينص الإجراء تحديدًا على إتاحة بند الارتقاء للطلاب الذين تُظهر نتائجهم في اختبار MIKA-D أن مهاراتهم في اللغة الألمانية “ناقصة” (mangelhafte Deutschkenntnisse).
إضافة إلى ذلك، سيُسمح مستقبلاً بتقييم (وضع الدرجات) للطلاب “غير العاديين” في المواد الدراسية التي لا ترتبط بشكل مباشر بدعم اللغة الألمانية. وعن هذا التعديل، قالت وكيلة الوزارة Michaela Schmidt (المنتمية لحزب SPÖ) إن هذا الإجراء “يمنع خسارة المسار الأكاديمي، وتثبيط عزيمة الأطفال، ومشكلة وجود أطفال متقدمين في السن داخل الفصل الدراسي”. كما وصفت وزيرة الاندماج Claudia Plakolm (المنتمية لحزب ÖVP) هذه الخطوة بأنها إجراء يمنع “الأطفال من التقدم في السن والوقوع في طريق مسدود”.
انتقادات من FPÖ وإشادة من “الخُضر”
وجه حزب الحرية النمساوي (FPÖ) انتقادات حادة للخطط الحكومية. إذ رأى المتحدث باسم شؤون التعليم في الحزب، Hermann Brückl، أن هذا يمثل “تليينًا” (Aufweichung) للنموذج القائم، وحذر من أن دمج دعم اللغة الألمانية ضمن الحصص العادية سيؤثر سلبًا على النجاح التعليمي لبقية الطلاب.في المقابل، أشاد حزب الخُضر (Grüne) بهذه الخطوات. وأعربت المتحدثة باسم شؤون التعليم في الحزب، Sigrid Maurer، عن ترحيبها بتبني الحكومة لتوصيات التقييم الذي كان حزبها قد بادر إليه. لكنها في الوقت ذاته، انتقدت وزير التعليم Christoph Wiederkehr لعدم وفائه بوعده المتعلق بتوسيع عدد كوادر دعم اللغة الألمانية، مشيرة إلى أنه لم يتم توفير سوى 285 وظيفة إضافية من أصل 750 وظيفة كان قد وعد بها.



